تم إيداع الملف الورقي رسمياً لدى اليونسكو يوم أمس الأربعاء حول ملف الهريسة بعد تقديم النسخة الرقمية “المعارف والمهارات والممارسات المطبخية والاجتماعية” لإدراجه ضمن قائمة التراث اللامادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في شهر مارس المنقضي عن طريق اللجنة الوطنية لليونسكو في تونس.
حيث صرح السفير المندوب الدائم لتونس باليونسكو غازي الغرايري أنه اجتمع بسكرتير اتفاقية اليونسكو حول حماية التراث اللامادي لسنة 2003 تيم كورتيس، تم خلالها تقديم النسخة الورقية لملف “الهريسة” كخطوة أولى نحو تسجيله ضمن القائمة التمثلية للتراث الثقافي اللامادي للإنسانية.
وأوضح الغرايري بعد عرض الملف على أنظار أمانة اتفاقية اليونسكو لسنة 2003، أشاد تيم كورتيس بكفاءة وحرفية الجهات التونسية التي قامت بإعداد ملف الترشح.
واعتبر مدير المعهد الوطني للتراث فوزي محفوظ أن الإعداد العلمي والتقني لملف “الهريسة” هو نتاج عمل وبحوث عميقة ودقيقة قام بها مختصون وباحثون من المعهد الوطني للتراث بالإشتراك مع المجتمع المدني وبالتحديد مع المجمع المهني للمصبرات الغذائية، ليكون ملفاً شاملاً وقيما يستجيب للمقاييس العلمية الكفيلة بإدارجه ضمن لائحة التراث اللامادي العالمي.
وعقب الإدارج الرسمي لملف “عنصر المعارف والمهارات المرتبطة بفخار سجنان” في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي لليونسكو يوم 29 نوفمبر 2019، يعد ملف “الهريسة” الملف الوطني الثالث الذي تتقدم به تونس قصد تسجيله على القائمة التمثيلية للتراث اللامادي الإنساني بعد إيداعها لملف “صيد الشرفية بجزر قرقنة” يوم 28 مارس 2019 وهو في طور التقييم والمراجعة من قبل أمانة اتفاقية اليونسكو لسنة 2003 في انتظار أن تحظى هذه المهارات الحرفية العريقة ذات الخصائص التاريخية والاجتماعية والاقتصادية المتميزة لتسجيلها ضمن الموروث اللامادي الإنساني.
والجدير بالذكر أن تونس شاركت في مبادرات جماعية لتسجيل ملفات في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي الإنساني على غرار ترسيم ملف “النخلة والمعارف والتقاليد والممارسات” (شاركت فيه 13 دولة عربية أخرى) والملف المغاربي المشترك تحت عنوان “المعارف والمهارات والممارسات المرتبطة بالكسكسي”، كمبادرة تعد الأولى من نوعها بالنسبة للدول المغاربية.