التكاثر لدى أسماك “أبو الشص” لغز حير العلماء لقرابة 100 عام، تمكنوا أخيراً من فك شيفرة هذا اللغز الذي يدل على إبداع الخالق في خلقه.
حيث كشفت دراسة حديثة أن التكاثر لدى هذا النوع من الأسماك يعد إحدى أغرب حالات التزاوج والتكاثر بين الكائنات على وجه الأرض، وذلك لأن طريقة التزاوج تختلف عن باقي أنواع الأسماك الأخرى حيث تتم من خلال اندماج أجسام وخلايا ودماء هذه الأسماك مع بعضها.
وأشارت الدراسة إلى أن أسماك “Anglerfish” والمعروفة عربياً بأسماك “أبو الشص” أو أسماك “الصياد”، والتي تعيش في الأعماق، تتكاثر عن طرق “دمج” جسم الأنثى مع الذكر لتصبح كجسم واحد.
وتصبح الذكور مرتبطة بشكل دائم بالإناث، والذي يفوق حجمها حجم الذكور، ما يؤدي إلى اندماج أنسجتها مع بعضها، لتؤسس نظاماً مشتركاً جديداً للدورة الدموية.
ويعتمد الذكر، بعد عملية الاندماج، بشكل كامل على الأنثى في توفير الغذاء لجسمه، “كأنه جنين في رحم أم”، في عملية يطلق عليها علمياً اسم “التطفل الجنسي”.
وفي حين يأخذ الذكر الغذاء من الأنثى، فإنه يقدم لها الحيوانات الذكرية في المقابل.
وبحسب العلماء، تساهم هذه الظاهرة بنجاح عملية التزاوج لدى هذه الأسماك في أعماق البحار، حيث نادراً ما تلتقي الإناث بالذكور.
وقال مؤلف الدراسة جيريمي سوان، الباحث في معهد “ماكس بلانك” لعلم المناعة وعلم الوراثة (MPI-IE): “أشارت هذه النتائج إلى احتمال أن يكون الجهاز المناعي لهذه الأسماك غير طبيعي بعكس عشرات الآلاف من أنواع الفقاريات”.
ومن أجل دعم عملية الاندماج قامت السمكة بتطوير نوعاً جديداً من الجهاز المناعي الذي يستطيع التعرف على أجسام الذكور ولا يعتبرها “نسيجاً غريباً”، مما يسمح لها باستضافة ما يصل إلى ثمانية ذكور في وقت واحد.