بدأت منظمة الصحة العالمية أخيراً تحقيقاً دولياً طال انتظاره حول مصدر الوباء الذي أغلق معظم أنحاء العالم لمدة تسعة أشهر، ويعتقد فريق خبراء منظمة الصحة العالمية أن العامل المسبب للمرض الأصلي قفز من حيوان إلى إنسان، لكنه سيحاول الآن تحديد مكان وكيفية حدوث ذلك بالضبط.
لا تجادل الصين في أن الفيروس تم اكتشافه في البداية في ووهان في ديسمبر الماضي، ولكنها تشير إلى أن مسقط رأس الفيروس الأصلي ليس الصين، فالبحث الجديد بقيادة الدكتور “شين ليبينغ” من معهد شنغهاي للعلوم البيولوجية، قد وضع نظرية أن فيروس كورونا نشأ في الهند، وليس الصين.
تم نشر كتاب “النقل والتطور الخفي المبكر لـ Sars-CoV-2 في المضيفين البشريين” على منصة ما قبل الطباعة عبر الإنترنت للمجلة الطبية The Lancet في 17 نوفمبر، وقد بحثت الورقة في معلومات حول فيروس كورونا قدمتها 17 دولة ومنطقة مختلفة، وتعود أصولها إلى الهند أو بنجلاديش.
ولكن النتائج لم تتم مراجعتها بشكل كامل بعد، وقال الدكتور “شين” إن نهج التحليل الوراثي التقليدي لم ينجح في تحديد موقع سلالات الفيروس المستجد الأولى لأنه استخدم فيروس الخفافيش، الذي لم يكن سلف الفيروس البشري، وبدلاً من ذلك، قام فريقه بحساب الطفرات في كل سلالة فيروسية، معتقداً أن أولئك الذين لديهم طفرات أقل هم أقرب إلى السلف الأصلي.
ووجدوا أن بعض السلالات بها طفرات أقل من العينات الأولى من ووهان، وخلصوا إلى أن “ووهان لا يمكن أن تكون المكان الأول الذي حدث فيه انتقال سارس- CoV-2 من إنسان لآخر، كما يزعم الباحثون أن السلالة الأقل تحوراً تم العثور عليها في ثماني دول من أربع قارات: أستراليا وبنجلاديش واليونان والولايات المتحدة وروسيا وإيطاليا والهند وجمهورية التشيك.
لكن الفيروس لا يمكن أن ينتقل إلى البشر من كل هذه الأماكن في نفس الوقت، لذلك يجب أن يكون أول انتشار للفيروس قد حدث في منطقة بها الكثير من التنوع الجيني، ولا يوجد مكان أكثر تنوعاً وراثياً من الهند وبنجلاديش.
كما افترضوا أن الطقس المتطرف ربما يكون قد تسبب في حدوث الوباء، مشيرين إلى مايو 2019 عندما سجلت الهند ثاني أطول موجة حارة مسجلة، وكان هذا يعني مشاركة المزيد من البشر والحيوانات في مصادر مياه الشرب.
وخلصت الورقة إلى أن “كل من المعلومات الجغرافية للسلالة الأقل تحوراً وتنوع السلالات تشير إلى أن شبه القارة الهندية قد تكون المكان الذي حدث فيه أول انتقال لـ Sars-CoV-2 من إنسان إلى إنسان”، ولكن تم انتقاد النتائج من قبل خبراء آخرين ، الذين قالوا إن البرامج غير الصحيحة ومبادئ البحث قد استخدمت.