إسلام حسن (لوما)، فتاة في السابعة والعشرين من عمرها، تعمل بمهنة “الجزارة” في أحد المحلات بمحافظة الإسماعيلية، تخرجت في كلية “السياحة والفنادق” واتجهت إلى سوق العمل فعملت في العديد من المجالات، إلى أن اقترحت عليها إحدى صديقاتها بالصدفة العمل “كاشير” في محل جزارة، فوافقت.
ورحبت “لوما” بالفكرة رغم أنها لا تحب رائحة اللحم وشكل الدم، ولكنها كانت الخيار الوحيد المتاح أمامها، ووسط استغراب شديد من صاحب المحل الذي تحول بعد ذلك للإعجاب بشجاعتها و”جدعنتها” قرر أن يعلمها أصول المهنة.
في البداية، ذكرت إسلام حسن (لوما) لعدسة “صدى البلد” أن أهلها فوجئوا ولم يرحبوا بالمهنة إطلاقاً، نظراً للصورة النمطية التي تتصف بها بأنها “مهنة للرجال”، واعترضوا أيضاً لأنها مهنة لا تناسب مجال دراستها، خصوصاً أنها كانت ستصبح مضيفة للطيران، ولم يتقبلوا المهنة في بادئ الأمر ولكنهم رأوا منها إصراراً وقرروا مساندتها ودعمها.
وأضافت أن الأمر لم يختلف كثيراً بين زملائها في العمل، حيث واجهت في البداية استغراباً من وجود بنت تعمل معهم في محل الجزارة وتستعمل أدواتهم وتقبل على المهنة بكل سرور.
وأوضحت “لوما” أنها تعلمت المهنة من الألف للياء، بدايةً من مسك السكين وسنه ووصولاً إلى الذبح، حيث قرر صاحب المحل أن يشجعها ويعلمها كل أصول المهنة، لتصبح لوما الجزارة الشابة التي تقطع اللحم وتفرمه وتصنع منه العديد من المصنعات ويهابها الجميع.
وأكدت أنها ترفض العديد من الوظائف التي ُتُعرض عليها بمرتبات أعلى مما تحصل عليه في “الجزارة”، لأنها أحبت المجال وتحلم بأن تطور نفسها فيه أكثر وتُعلم الناس المهنة خصوصاً الفتيات، وترى أن لكل مهنة صعاب ومتاعب ولكنها حبت متاعب وصعوبات “الجزارة” إلى الحد الذي جعلها لا ترى فيها أي صعوبة.
وأن اسوأ ما يواجهها بالمهنة، هو تعليقات الناس التي تتعجب أو تسخر من كونها جزارة شابة.