قال رئيس الكلية الملكية للأطباء النفسيين ببريطانيا، أدريان جيمس، إن أزمة فيروس كورونا تشكل أكبر تهديد للصحة النفسية والعقلية منذ الحرب العالمية الثانية، وأنه سيظل أثرها ملموس لسنوات.
وأضاف جيمس وفقاً لصحيفة «الجارديان» البريطانية أن فيروس كورونا وعواقبه الإجتماعية وتداعياته الاقتصادية كان له تأثير عميق سلبي وسيستمر لفترة طويلة حتى بعد القضاء على الوباء.
وتابع رئيس الكلية الملكية للأطباء النفسيين ببريطانيا أنه لا يتوقف الأمر عندما تتم السيطرة على الفيروس، ويصبح عدد قليل من الناس فقط في المستشفيات، لكن هنا عواقب أخرى طويلة المدى.
وأوضح أدريان جيمس أنه انخفض إقبال الناس على خدمات الصحة العقلية منذ بداية الوباء حيث ابتعدوا عن عيادات الطبيب العام والمستشفيات ، وربما هناك اعتقاد بأن العلاج غير متوفر، لكن هذا التراجع أعقبه ارتفاع في عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة، ولم يظهر عندهم أي مؤشر على التراجع أو التحسن، حسبما تشير بيانات المستشفيات، حيث أن النظام بأكله يتعرض للضغط.
وأشار إلى أن احتمال ظهور مشاكل الصحة العقلية لدى الأشخاص المصابين بـ «كوفيد الطويل» هو أيضاً مصدر قلق حقيقي للغاية، حيث أن عدم اليقين بشأن التوظيف والإسكان والمصاعب الاقتصادية الأوسع نطاقاً ستزيد من العبء فقط.
ونبه أنه بمجرد طرح اللقاحات وانحسار خطر الإصابة بفيروس كورونا، فمن المرجح أن يحتاج الكثير من الناس إلى المساعدة لاستعادة شبكات الدعم الاجتماعي الخاصة بهم والعودة إلى نوع من الحياة الطبيعية.
وأكمل أن الأشخاص الأكثر عرضة للمعاناة هم كبار السن الذين اعتادوا على عزل أنفسهم، مبينًا: «سنحتاج إلى دعم القطاع التطوعي، والجمعيات الخيرية، التي تساعدهم على الخروج من المنزل للتواصل الإجتماعي، والمشاركة في أنشطة هادفة».