أثبت العلم أن المخ هو المحرك الأساسي لفعل الحب، مؤكداً أن التغيرات التي يُحدثها الحب تؤثر على حالتك المزاجية، والتي تمتد لتلقي بظلالها على سلوكك مع الآخرين، وتحركها مستقبلات دماغية.
. يؤثر على صحتك البدنبة:
لا يتوقف أثر الحب على القدرات الذهنية، والحالة المزاجية فحسب، بل يمتد ليُحدث آثاراً على الصحة البدنية، إذ تلعب هنا مجموعة أخرى من الهرمونات دوراً فاعلاً في صحتك البدنية كهرمون «الأندروجينات».
في حال كانت الأمور بينك وبين شريكك إيجابية فأنت بصدد تعزيز مناعتك ومن ثم انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، وضغط الدم، غير أن علاقة الحب المستقرة قد تساعدك في أن تنعم بعمر أطول.
إذ أثبتت دراسة علمية، أُجريت في العام 2011، أن معدل الوفاة المبكرة ينخفض لدى الأشخاص المتزوجين، الذين ينعمون بعلاقات مستقرة، بينما تتصاعد لدى أولئك الذين يعيشون بمفردهم.
وفي حال توترت الأمور بينك وبين شريك، فأنت إذاً بصدد إنتاج المزيد من «النورابينفرين» و«الأدرينالين»، وهي هرمونات يطلقها جسدك عندما تواجه خطراً أو أزمات كبرى، مما يؤدي إلى إصابتك بمجموعة من الأعراض الجسدية كالشعور بأنك بحاجة إلى التقيؤ، وتأثر شهيتك وقدرتك على النوم، وصولاً إلى خطر الإصابة بمتلازمة « القلب المنكسر» التي تسبب إجهاد مضطرد في عضلة القلب وصولاً إلى الإصابة بنوبة قلبية.
. يتحكم المخ في معدلات «الدوبامين»:
بينما تعتقد أن الحب يتسلل إلى قلبك وأنه قاصراً على الشعور بالنشوة فور رؤية الشخص الذي تحبه، هُناك مؤثرات دماغية تتسلل إليك أيضاً، إذ يتزامن الشعور بالنشوة مع تحكم الحب في معدلات تدفق هرمون «الدوبامين» في المخ، وهو هرمون يعزز الشعور بالسعادة، بالإضافة إلى كونه ناقلاً عصبياً يرسل إشارات بين الجسم والدماغ.
ويتيح توازن معدلات هرمون «الدوبامين» في الجسم التحكم بالمهارات الحركية والاستجابات العاطفية، ما يجعله أساساً للصحة البدنية والعقلية معاً، لكن مشاعر الحب تتحكم في معدلاته، فتبعاً لحالتك مع من تحب، تتصاعد معدلات تدفقه أو تنخفض بشكل سيؤثر عليك عقلياً وبدنياً.
فحين تبدو أمورك مع من تحب مستقرة وإيجابية يكافئك المخ بمزيد من الدوبامين، ما يشعرك بمتعة شديدة، و يرتفع مستويات «الأوكسيتوسين» الملقب بـ«هرمون الحب»، نظراً لكونه يعزز مشاعر الأمان والثقة.
أما في حال بدت الأمور بينك وبين ما تحب على غير ما يرام، تتناقص معدلات الدوبامين لديك، ما يؤثر على حالتك المزاجية، وقدرتك على النوم، ومستوى تركيزك، ومهارات التعلم لديك، غير أن نقص مستويات الدوبامين قد تؤدي للإصابة بأمراض خطيرة كـ«الباركنسون»، والوسواس القهري، والإكتئاب.