يفكر الجميع بالرشاقة وكيف يصل إلى هدفه بتحقيق التنحافة المطلوبة، فيصبح ليدهم هوس الدايت وهوس الميزان وهوس الأرقام، ومن المحتمل أن يقود الهوس إلى مشاكل صحية تؤثر سلباً على حياته.
حيث أوضحت إختصاصية التغذية ميرا عبدربه أنّ الدايت يؤثر على عملية الأيض في الجسم، لأنها حمية قليلة السعرات الحرارية، بمعنى آخر عند تناول وحدات حرارية أقل من احتياجاتنا، يقوم الجسم بخفض معدل الحرق كي يتناسب مع نوعية الطعام وكميتها.
وبالتالي، يتأثر الجسم على المدى الطويل بالحميات الغذائية غير الصحية أو التي تقوم على حذف فئات معينة من الطعام.
كما لا تنحصر أضرار الدايت على الجسم بعملية الحرق بل تشمل أيضاً: نقص المعادن والفيتامينات في الجسم، وتساقط الشعر، والتوتر الزائد، واضطرابات غذائية وتعدّ الأخيرة من أكثر الأضرار شيوعاً على صحة الفرد.
أما بالنسبة لطرق المعالجة لهذه المشكلة فقد أشارت عبدربه إلى اتباع مسار تدريجي لدى الفرد من أجل رفض أو التخلي عن عقلية الدايت أو الحميات القاسية.
بالإضافة لمراقبة سلوكه وتحديد آثار هذه الحميات عليه. ويتمثل ذلك بحرمان نفسه من مأكولات محددة، والبقاء أياماً دون تناول طعام أي تجويع النفس، والعيش على الفواكه والخضار وحذف مجموعات غذائية، وتجربة بروتين دايت.
ويكون العلاج بمدى سيطرة سلوكيات الدايت على الفرد، وبعدها تطبق خطوتين أساسيتين هما:
أولاً- الخروج من دائرة الدايت وأفكاره.
ثانياً- التواصل مجدداً مع أجسامنا لمعرفة وفهم إشارات الجوع والشبع.
من الطبيعي أنّ يؤدي الدايت إلى بلوك في الجسم لأنه يؤثر على عملية الأيض، وبرأي اختصاصية التغذية أنّه من بعد حرمان الجسم، يكون الفرد متشوقاً لتناول المأكولات المفضلة واللذيذة، ما يتسبب بتناول كميات أكبر من الأطعمة.
فعلى سبيل المثال: يخسر الفرد 5 كيلوغرامات من وزنه في شهر واحد، لكنه يستعيده في الشهر الثاني، وذلك يعود إلى أنّ معدل الحرق بات منخفضاً نتيجة الحميات القاسية، في الوقت الذي يأكل الفرد كميات أكبر.
أما بالنسبة لفحص التحسس الغذائي وإلغاء مأكولات بناءً على نتيجته، أكدت عبدربه أنه لا يوجد أي دليل علمي عن فعالية هذا الفحص، لاسيما في عملية خسارة الوزن، وذلك لأنّه عند إلغاء مجموعات غذائية كاملة من نظامك الغذائي سيؤدي تلقائياً إلى فقدان الوزن، لكنّه يعاود اكتسابه من جديد بعد تناوله لهذه الأطعمة الممنوعة.
وقد يكون هذا الفحص مفيداً للأشخاص الذين يعانون من صداع نصفي أو مشاكل في الجهاز الهضمي، ورغم ذلك يجب متابعة الفرد عند إلغاء فئات معينة أو التخفيف منها لمعرفة كيفية تجاوب الجسم معه، لأنه لا يمكن معرفة هذه المعلومات من مجرد فحص دم.
ونصحت الأفراد بعدم دفع مبالغ عالية لإجراء هذا الفحص بل استثماره بصحته بشكل أفضل من خلال ممارسة النشاط البدني وتناول الغذاء المناسب والمتوازن، إلى جانب الاستماع للجسم واحترامه وتنظيم عملية النوم وشرب كميات وافرة من المياه، كذلك عند تناول الحلويات، لا يجب الشعور بالذنب لأن الجسم يحتاج لها بل تناولها بوعي.