كينج الذي ينطبق عليه وصف ”المخضرم“، أجرى آلاف المقابلات مع جميع الرؤساء الأمريكيين الذين عاصرهم من جون كينيدي وريتشارد نيكسون وجورج بوش وساهم، إضافة الى زعماء أجانب مثل الزعيم السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشوف ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات،بالإضافة إلى نجوم كفرانك سيناترا ومارلون براندو وباربرا سترايسند… وغيرهم.
بدأ العمل في قناة ”سي إن إن“ في منتصف ثمانينات القرن الماضي، ونال شهرة واسعة، إذ بلغ عدد متابعيه على حسابه في ”تويتر“ 2.4 مليون متابع، لكنه برع قبل ذلك في مجال البث الإذاعي حتى وصفته الصحافة الأمريكية بـ ”سيد الميكروفون“.
ولد لاري كينغ في نوفمبر/ تشرين الثاني 1933 لأسرة يهودية روسية مهاجرة في بروكلين بنيويورك. توفي والده بأزمة قلبية مفاجئة وهو في التاسعة من عمره، واضطرت والدته للعيش على المعونات لتربية لاري وأخيه الصغير.
كان لاري يحلم منذ طفولته بالعمل في الإذاعة وكان يقلد في صغره مذيعي الراديو. عند بلوغه العشرينات كان لاري يعمل بإيصال الطرود البريدية وفقد الأمل أن يعمل في مجال الإعلام.
ووفقاً للمعلومات المتوفرة عنه، التقى كينغ بأحد العاملين في قناة سي بي اس (CBS) الذي نصحه بالتوجه إلى ميامي التي كانت سوقاً نامياً في مجال الإعلام، وكانت تتوفر فيها فرص العمل لأشخاص قليلي الخبرة في مجال الإعلام. وجد لاري بعد بحث طويل عملاً في مجال التنظيف في إذاعة صغيرة في تلك الفترة تدعى (WIOD).
وبعد استقالة أحد مذيعيها تم تعيينه مكانه وقام في بداية شهر مايو من عام 1957 بأول بث له، والمفارقة أن أول مقابلة إذاعية أجراها كانت مع نادلة، ثم تقدم في مجال العمل الإذاعي ليقدم برامج حوارية مع أبرز الشخصيات السياسية والثقافية والفنية والرياضية في العالم، ليرسخ اسمه كأحد أبرز المذيعين.
ولمع نجمه بصورة أكبر حين بدأ العمل في منتصف ثمانينات القرن الماضي في شبكة ”سي إن إن“، ببرنامج ”Larry King Live“، الذي استمر ربع قرن، حيث أجرى مقابلات مع مرشحين رئاسيين ومشاهير ورياضيين ونجوم سينما.
واكتسب كينغ خبرة واسعة في مجال إجراء المقابلات، وتميز بأسلوبه الحواري المشاكس والرزين في آن، إذ كان يتيح لضيوفه التعبير عن أفكارهم وآرائهم، لكن سرعان ما يباغتهم باسئلته الجريئة من دون إثارة أو استفزاز.
في أوج شهرته، واجه كينج انتقادات بعدم الإعداد الكافي للمقابلات وبأنه يطرح أسئلة سهلة، ورد المذيع الراحل بالإقرار بأنه لم يكن يعتاد على الإعداد المستفيض حتى يتسنى له التعلم من الحوار مثل مشاهديه، وأضاف أنه لم يكن يرغب في أن ينظر له باعتباره صحفياً.
وقال ”أنا أوجه أفضل ما لدي من أسئلة، واستمع إلى الإجابات، وأحاول أن أتابع آملاً أن يستخلص المشاهد النتيجة“.
وكان لاري كينغ قد جدد عقده عام 2004 مع سي إن إن ليصبح الصحافي الأعلى دخلاً في تاريخ صناعة الإذاعة والتلفزيون في العالم، وبموجب الاتفاق الجديد تقاضى كينج مرتباً سنوياً قدره حوالي 15 مليون دولار، فضلاً عن مزايا إضافية مغرية تتضمن استخدام طائرة خاصة لتسهيل تنقله بين منزله في نيويورك ومكان عمله في لوس أنجلوس.
وكان كينغ تقاعد في عام 2010، بعد تسجيل أكثر من 6000 حلقة من برنامجه، لكنه لم يستطع البقاء بمنأى عن الأضواء لفترة طويلة، ليعود في 2012 ليقدم برنامج ”لاري كينغ الآن“ (Larry King Now)، على قناة الفيديو على الطلب ”أورا تي في“ عبر الإنترنت التي شارك في تأسيسها. وبدأ في العام 2013 إحياء برنامج ”بوليتيكينغ ويذ لاري كينغ“.
حيث أُعلِنَ عن وفاة الإعلامي الأمريكي الشهير لاري كينج عن عمر 87 عاماً، جراء إصابته بكورونا، بعد رحلة إعلامية حافلة امتدت لستة عقود في بلاط ”صاحبة الجلالة“.