تفضل الكثير من الفتيات الصغار اللعب بالدمى الرقيقة مثل “باربي”، كما أن تلك النوع من الدمى أول ما يخطر على بال الأمهات لفتياتهن الصغار، بإحضارها لهنّ، لكن الكثير من الأمهات لا تدرك تأثير تلك الدمى الرقيقة على الحالة النفسية للفتيات.
فقد حذرت دراسة جديدة بجامعة دورهام البريطانية من أن اللعب بالدمى الرقيقة جنباً إلى جنب مع التعرض للشخصيات الكرتونية الرفيعة للغاية في الأفلام والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن تؤدي إلى عدم الرضا الجسدي لدى الفتيات الصغيرات، والذي ثبت أنه عامل في تطور اضطرابات الأكل.
وفي الدراسة قام الباحثون ببحث 31 فتاة تتراوح أعمارهن بين 5 و 9 سنوات وأعطي خمسة عشر طفلاً دمى “رفيعة للغاية” ليلعبوا بها ، بينما حصل 16 طفلاً على دمى “طفولية واقعية”.
لعبت الفتيات مع الدمى وقبل وبعد جلسة اللعب، تم سؤالهن عن حجم الجسم الفعلي المتصور وحجم الجسم المثالي وحجم الجسم المثالي للبالغين.
وباستخدام برنامجDaz Studio، طُلب من الأطفال تغيير حجم جسم صورة فتاة إلى ما اعتقدوا أنهم يشبهون أنفسهم، والشكل الذي يرغبون في أن يكونوا عليه، بالإضافة إلى الشكل الذي يعتقدون أن المرأة الجميلة تبدو عليه، وجد الباحثون أن اللعب بالدمى فائقة النحافة يقلل من حجم الجسم المثالي للفتيات في أعقاب اللعب مباشرة.
وجائت النتائج أن التعرض لأنواع أجسام غير واقعية يمكن أن يضع الفتيات الصغيرات على طريق اضطرابات الأكل في سن مبكرة بشكل مأساوي.
حيث أن تلك الدمى ذات الأجسام الرفيعة جداً والمنتشرة في الأسواق على نطاق واسع، تميل لأن تمتلك مؤشر كتلة جسم متوقع بين 10 و 16، والتي تصنف على أنها ناقصة الوزن.
كما وأوضحت المؤلفة الرئيسية للدراسة البروفيسورة ليندا بوثرويد من قسم علم النفس بجامعة دورهام: أن عدم الرضا عن الجسم مشكلة كبيرة، خاصة بين الفتيات الصغيرات، يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على رفاهية الفتيات وتؤدي إلى اضطرابات الأكل والاكتئاب.
هذا ولم تبد الفتيات أي تحسن حتى عندما لعبوا لاحقاً بالدمى أو السيارات الواقعية بعد ذلك، مما يدل على أنه لا يمكن مواجهة التأثيرات على الفور بألعاب أخرى.