متابعة – مريم أبو شاهين
اكتشفت سيدة أمريكية أنها قد بيعت في السوق السوداء فور ولادتها على يد طبيب والدتها البيولوجية دون علم الأم، وبدأت في أعقاب ذلك رحلة للبحث عن عائلتها الحقيقية.
وسلطت تقارير وسائل إعلام، الضوء على تفاصيل الواقعة التي كشفتها سيدة تُدعى “جين بلاسيو”، والتي لم يكن لديها أدنى فكرة في البداية أن الأبوين اللذين نشأت في رعايتهما ليسا أبويها البيولوجيين، بل تبنياها منذ كانت رضيعة حديثة الولادة، واكتشفت الأمر بعد أن لاحظت أن تاريخ الميلاد المدون على ألبوم صور طفولتها لا يطابق ذلك المطبوع في شهادة ميلادها.
وبعد أن أمضت عقوداً في التحقيق، تبين لها أن أبويها بالتبني، وهما من ولاية “أوهايو” الأمريكية، توجها إلى ولاية “جورجيا” الأمريكية لتسلم رضيعة كانا يعتقدان أنها معروضة للتبني، ودفعا مبلغاً قدره ألف دولار اعتقاداً بأنه لسداد النفقات الطبية للأم.
ودفع الأبوان بالتبني المبلغ لطبيب الأم، ويُدعى “توماس هيكس”، والذي سلمهما الطفلة من الباب الخلفي لعيادته الخاصة، واصطحبا الرضيعة عائدين بها إلى محل إقامتهما بولاية “أوهايو” بعد أن أبلغهما الطبيب بأن شهادة ميلاد الرضيعة المتبناة “جين” ستصلهما عبر البريد.
ولم يعلم الأبوان بالتبني آنذاك حقيقة أن الأم البيولوجية لـ”جين” لم يكن لديها علم بأن ابنتها مازالت على قيد الحياة في الأساس.
“جين بلاسيو” هي واحدة من بين أكثر من 200 طفل حديثي الولادة باعهم الطبيب “توماس هيكس” خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، واعتاد الطبيب إجراء عمليات إجهاض، وهو ما كان غير قانوني في ذلك الوقت، إلا أنه في بعض الأحيان عند توجه سيدات إليه من أجل إجراء هذا النوع من العمليات، كان “هيكس” يقنعهن بإكمال فترة الحمل، ثم يأخذ الأطفال من أيديهن من أجل بيعهم.
ويُعتقد أنه كان يخدع الأمهات عن عمد بإقناعهن بأن أطفالهن ولدوا ميتين، قبل أن يسلم الأطفال إلى عائلات بالتبني مقابل مبالغ مالية، وبالنسبة إلى العائلات التي تبنت هؤلاء الأطفال فقد كان أغلبهم غير قادرين على تحمل تكاليف إجراءات التبني التقليدية، والعديد منهم لم يكونوا على دراية بأساليبه الإجرامية.