متابعة – مريم أبو شاهين
تلك القطعة الفنية التي رسمها فان جوخ قبل ثلاث سنوات فقط من انتحاره، حينما كان يقيم مع شقيقه “تيو” في العاصمة الفرنسية باريس، لم ترى النور من حينها، ولم ينل الفنان الهولندي التقدير عليها خلال حياته، إذ ظلت مخبأة في مجموعة مقتنيات لعائلة فرنسية لما يزيد عن قرن، حتى أزيح الستار عنها بمزاد علني في دار “سوذبيز” في باريس، الخميس الماضي.
وطرحت اللوحة للبيع مرتين خلال المزاد، وذلك بعدما أخطأ القائمين على المزاد في الإعلان عن السعر النهائي للوحة، وبلغ سعر بيعها أول مرة حوالي 19.1 مليون دولار، فيما بلغ السعر النهائي للوحة حينما أعيدت عملية البيع لحوالي 15 مليون دولار.
وقالت كلوديا ميرسيه، وفابيان ميرابو، من دار المزادات الفرنسية، اللذان اكتشفا العمل، إنهم في اللحظة التي وضعوا فيها أعينهما على هذه اللوحة لأول مرة “تم أسرهم على الفور” .
وأضاف الثنائي، في بيان لهما قبل المزاد: «إنه لمن دواعي سرورنا أن نتمكن الآن من تقديم هذا القطعة الفنية للعالم، بعد أن احتفظت به عائلة فرنسية لما يزيد عن قرن».
وأردفا في بيانهما: «أن ظهور مثل هذه الأعمال من هذا العيار ومن مثل هذه السلسلة الأيقونية في المزادات الفنية هو بلا شك حدث كبير وفرصة لكل هواة جمع الأعمال الفنية للاستمتاع بهذه القطع الرائعة حتى وإن لم يحالفهما الحظ في اقتناءها».
فيما أوضح دار المزاد الفرنسي، الذي بيعت من خلاله أحدث الأعمال الفنية الذي أزيح عنها الستار لفان جوخ، أن اللوحة توفر بوابة إلى «مونمارتر» في نهاية القرن التاسع عشر، عندما أصبحت الطواحين القديمة مناطق جذب سياحي وأماكن ترفيهية، حيث كان الباريسيون يجتمعون للشرب والرقص والاسترخاء.