أفاد علماء آثار إن تلًا ترابيًا في سوريا هو أقدم نصب تذكاري معروف لحرب في التاريخ، فقد تم بناؤه في الفترة ما بين عامي 2700 و2300 قبل الميلاد.
ويعتبر النصب التذكاري هو جبل ترابي دفن تحته رفات الجنود المشاة وسائقي العربات الذين توقع العلماء أنهم ماتوا نتيجة حرب داخلية، وليس نتيجة غزو خارجي.
فيما بينت الأبحاث أنه في فترة (2700-2300) قبل الميلاد، كانت توجد مستوطنة في شمال سوريا، اسمها الحقيقي غير معروف، ويطلق عليها علماء الآثار اسم “مجمع بازي”.
وأثناء عمليات التنقيب عثر على صفوف من التلال الترابية أكبرها سمي بالنصب الأبيض لأنه كان مغطى بالجص، وهو نتيجة إعادة فحص بقايا النصب الأبيض الذي تم التنقيب عنه في الثمانينيات والتسعينيات. غُمرت المنطقة بالمياه في عام 1999 من خلال بناء سد تشرين على نهر الفرات ولم يتم التحقيق فيها بعد ذلك.
وأوضحت المعلومات أنه تم بناء النصب التذكاري على ثلاث مراحل: أولاً، ظهرت كومة صغيرة لم يتم حفرها مطلقًا، في وقت لاحق بنى الناس تلالًا صغيرة تحتوي على عظام بشرية، ثم تم نصب منصات متدرجة على حافة التل بشكل هندسي، تمكن العلماء من حفرها.
ووجد علماء الآثار العديد من بقايا العظام في التربة، بعضها ينتمي إلى البشر والبعض الآخر للحيوانات ربما الحمير، لكن لم يكن من الممكن تحديد النوع بشكل دقيق.
وبعد الأبحاث توصل العلماء إلى استنتاج مفاده أن التلال كانت نمطاً من أنماط المدافن الجماعية الذي استخدمه الإنسان السوري القديم لتخليد ذكرى ضحايا الحروب.