ارتفاع ضغط الدم حالة مرضية مزمنة تترافق بمجموعة من المضاعفات الخطيرة التي تهدد الجسم أبرزها النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
تساعد الأدوية على إدارة مستويات ضغط الدم وتقليل مخاطر ارتفاعه، ومع التطور الذي يشهده المجال الطبي كشف العلماء عن علاج ثوري يقلل مخاطر تعرض المرضى للنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
والعلاج هو جلسة واحدة، تستغرق حوالي ساعة، يتم خلالها تعريض الأعصاب في الكلى لموجات صوتية تتلف النهايات العصبية وتمنعها من إرسال إشارات إلى الدماغ تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
ومن المتوقع أن يتوقف أكثر من ثلث المرضى عن تناول أقراص ضغط الدم تماماً بعد العلاج بالموجات فوق الصوتية، في حين أن البعض الآخر سيتخلص بشكل نهائي من آثار جانبية، تتراوح ما بين الإسهال والدوار إلى الصداع والتعب.
ويقول الأطباء إن العلاج، المعروف باسم إزالة التعصيب الكلوي، يخفض ضغط الدم إلى المستويات التي تقل فيها مخاطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية بمقدار 20%، كما تشير التجارب حتى الآن إلى أن مفعول جلسة واحدة يمتد ثلاث سنوات على الأقل.
ويقول بروفيسور ميل لوبو، أستاذ طب القلب والأوعية الدموية في جامعة كوين ماري بلندن وأخصائي ضغط الدم: “تقنية علاج ضغط الدم بالموجات الصوتية يمكن أن تصبح خياراً علاجياً في المستقبل القريب جداً”.
وترتكز التقنية الجديدة على تعمد إتلاف الأعصاب في الكلى، مما يمكن أن يسفر عن إيقاف عملية إفراز الهرمون الزائد عن الحد، وبما يساعد على إعادة الضغط إلى مستويات يمكن التحكم فيها.
ويتم إجراء العملية تحت التخدير الموضعي من خلال قسطرة يتم إدخالها في وعاء دموي في الفخذ ويستخدم الأطباء الأشعة السينية للتنقل عبر الجسم حتى يصبح طرف الأنبوب قريبًا من الأعصاب الموجودة في جدران الأوعية الدموية المتصلة بالكلية، ثم يتم إدخال سلك رفيع من خلال القسطرة، وعندئذ يتم الضغط على زر لتوليد موجات صوتية عالية الطاقة لتسخين الأعصاب واتلافها.
ويحتاج الأطباء عادةً إلى توجيه الموجات الصوتية نحو ما لا يقل عن ست نقاط لتدمير أكبر عدد ممكن من النهايات العصبية ويُسمح في معظم الحالات للمرضى بالعودة إلى المنزل في نفس اليوم.