متابعة – مروة البطة :
يعد عث الغبار المنزلي رغم حجمه متناهي الصغر، أحد أبرز أسباب الشعور بالحساسية الشديدة والتي قد تفضي إلى الإصابة بالربو، في حال عدم علاجها.
وينتمي عث الغبار إلى العنكبوتيات، ويتراوح حجمه بين 0.1 و0.5 ملم، وخلال الفترة من شهري مايو إلى أكتوبر، يحدث موسم تكاثر عث الغبار حيث تضع أنثى النوع ما بين 60-100 بيضة، الأمر الذي يعني زيادة عدد عث الغبار في المنزل وأن تركيز المواد المسببة للحساسية يمكن أن يكون مرتفعاً، ولكن على الرغم من موت عث الغبار في الشتاء، فإنه يترك وراءه المواد المسببة للحساسية التي ينتجها، بما في ذلك الفضلات وأجزاء الجسم واللعاب.
ويتغذى العث على قشور الجلد البشري بصفة أساسية، وينمو على نحو أفضل في درجة حرارة 24 تقريبا ورطوبة الهواء العالية، ما يجعل الأسرّة الموطن المثالي بالنسبة له.
ووفقا لعمر وحالة المرتبة وأغطية السرير، قد يصل إلى 1.5 مليون عث موجودة في السرير، كما يستوطن العث السجاد والمفروشات والستائر.
والعث لا يطلق المواد المسببة للحساسية إلا بعد أن يموت ويتعفن، لكن المشكلة الرئيسية تكمن في فضلات العث، التي تحتوي على معظم المواد المسببة للحساسية، وتتحلل الفضلات بمجرد جفافها إلى جسيمات دقيقة متراكمة في مواقع تعشيش العث وتتصل بغبار المنزل، وينطبق الأمر ذاته على أجسام العث المتحللة، ويثور خليط الغبار الناتج عن ذلك وتنتشر المواد المسببة لحساسية العث في هواء الغرفة، ويتم استنشاقها وقد تترسّب في الأغشية المخاطية للمسالك التنفسية والعينين.
عادة ما تزداد حدة أعراض الحساسية ليلا وصباحا بعد الاستيقاظ؛ نظرا إلى أن الكثير من العث يكمن في السرير، كما ينتشر الغبار المُحمل بفضلات العث فوق السرير بمسافة 20 سنتيمترا.
طرق العلاج:
-مضادات التحسس وربما العقاقير المضادة للالتهابات، مثل الكورتيزون، والتي تسهم في تخفيف حدة الأعراض.
-تجنب الاتصال بمسببات الحساسية، والذي يعدّ أحد العوامل المهمة، التي قد تتطلب بعض التغييرات، لاسيما في غرفة النوم.
وتشكل المرتبة أهم مسبب ينبغي تجنبه، وذلك من خلال تغطيتها بالكامل بكسوة مقاومة للحساسية، كما يمكن تطبيق ذلك أيضا على المفارش والوسائد أيضا.
وبدلا من ذلك، يمكن غسل المفارش والوسائد بانتظام في درجة حرارة 60 درجة كحدّ أدنى، بالإضافة إلى التخلص من العناصر، التي يتراكم عليها الغبار، مع مراعاة تنظيف الأرضيات بالمكنسة الكهربائية ومسحها بالماء باستمرار.
-العلاج السببي أو العلاج المناعي لمسببات الحساسية، وذلك من خلال حقن مسبب الحساسية للمريض من خلال جرعات متزايدة ببطء لفترة تتراوح بين 3 و5 سنوات من خلال التطعيم عن طريق الفم.
ويهدف هذا العلاج، الذي يوصى به في حالات الحساسية الشديدة، إلى إزالة تحسس الجهاز المناعي تجاه المسبب.