خلصت دراسة جديدة أن بقاء الأشخاص ثلاث ليال متتالية دون نوم أو يعانون من قلة النوم ينتج عنه تدهور كبير في الصحة الجسدية والنفسية.
حيث طبق الباحثون تجارب على حوالي 2000 أمريكي أكملوا يوميات النوم، وجدوا أن الأعراض تتفاقم بعد ليلة واحدة فقط من النوم السيئ، لكنها تصل إلى الذروة بعد ثلاث ليال، وفيما يتعلق بالصحة العقلية، أبلغ المشاركون عن تراكم مشاعر الغضب والعصبية والوحدة وسرعة الانفعال والإحباط نتيجة لقلة النوم، إضافة لأعراض جسدية ناجمة عن قلة النوم، الأوجاع والآلام وحتى مشاكل التنفس.
وحقق الفريق البحثي في عواقب النوم أقل من ست ساعات لمدة ثماني ليال متتالية، وتميل ست ساعات إلى أن تكون الحد الأدنى لمدة النوم الموصى بها لدعم الصحة المثلى للبالغين، وتميل مدة النوم المثلى إلى الاختلاف حسب الفئة العمرية.
وأفاد كبير معدي الدراسة سومي لي: “يعتقد الكثير منا أنه يمكننا تعويض ساعات نومنا في عطلات نهاية الأسبوع، وأن نكون أكثر إنتاجية في أيام الأسبوع”، ومع ذلك تظهر نتائج هذه الدراسة أن قلة النوم لليلة واحدة فقط يمكن أن تضعف بشكل كبير من الأداء اليومي.
وضمت العينة 1958 من البالغين في منتصف العمر، وجميعهم يتمتعون بصحة حسنة نسبيا ومتعلمون جيدا، وقدموا بيانات يومية لمدة ثمانية أيام متتالية.
وجد الباحثون أن أكبر قفزة في الأعراض العقلية والجسدية ظهرت بعد ليلة واحدة فقط من قلة النوم. ولكن عدد المشاكل ازداد سوءا بشكل مطرد طوال فترة الأيام الثلاثة، وبلغ ذروته في اليوم الثالث.
وفي هذه المرحلة، يصبح جسم الإنسان معتادا نسبيا على فقدان النوم المتكرر، ومع ذلك أفاد المشاركون بأن شدة الأعراض الجسدية كانت في أسوأ حالاتها بعد ستة أيام، وشملت مشاكل الجهاز التنفسي العلوي والأوجاع ومشاكل الجهاز الهضمي وغيرها من المشاكل الصحية.
وبمجرد أن يصبح الحصول على أقل من ست ساعات في الليلة عادة، يصبح من الصعب بشكل متزايد على جسمك التعافي تماما من قلة النوم، وفقا لما قاله لي.
وقال الفريق في ورقتهم المنشورة في مجلة Annals of Behavioral Medicine: “ارتبطت قلة النوم المتتالية بتدهور مسارات الصحة العاطفية والجسدية اليومية. إن بذل الجهود لكسر الحلقة المفرغة لفقدان النوم قد يحمي الرفاهية اليومية للبالغين الذين غالبا ما يتعرض وقت نومهم للخطر”.