الخرف حالة مرضية يعاني منها عددي كبير من الأشخاص وتوصف على أنها ضعف الوظيفة الإدراكية، والتدهور المعرفي للدماغ، كما ويرتبط بفقدان الذاكرة وعدد من المهارات العقلية.
وأظهرت العديد من الدراسات عوامل عدة ترتبط بمخاطر الإصابة بالخرف آخرها قيادة السيارة، حيث اكتشف العلماء أن مهارة قيادة السيارة على الطريق يساعد في الكشف عن العلامات المبكرة للخرف.
ومن أجل إثبات هذه النظرية، نظر الباحثون في بيانات 139 شخصاً على مدار عام، وكان نصف المشاركين مصابين بمرض الزهايمر في وقت مبكر جدًا والنصف الآخر لم يكن كذلك.
ويعد مرض الزهايمر السبب الأكثير شيوعاً للخرف، ويمثل 60-80 % من حالات الخرف، ولهذا السبب يمكن الإشارة إلى حالة المرضى بأي من الإسمين.
وكان المشاركون فوق سن 65 عاماً، ووافقوا على مراقبة قيادتهم بواسطة أجهزة تتبع المواقع القائمة على نظام تحديد المواقع العالمي في واشنطن، الولايات المتحدة.
وكتب الباحثون أن أولئك الذين أصيبوا بالخرف قبل الإكلينيكي كانوا أكثر عرضة لإجراء تغييرات “ مفاجئة” عند القيادة في الخارج.
وقال الخبراء إن هذه المجموعة كانت أيضاً أكثر ميلاً للقيادة بسرعة أبطأ، والتمسك بالطرق المحصورة، والسفر بشكل عام أقل.
وقالت قائدة الدراسة، سايح بيات طالبة الدكتوراه في جامعة تورنتو، إنه باستخدام بيانات القيادة، تمكن الفريق من تصميم أداة يمكن أن تتنبأ باحتمالية إصابة شخص ما بالخرف قبل الإكلينيكي.
وأوضحت بيات “يمكن لطريقة تحرك الناس في بيئاتهم اليومية، بدءاً من الأماكن التي يزورونها إلى طريقة القيادة، يمكن أن تخبرنا كثيرًا عن صحتهم.
وباستخدام هذه المؤشرات القليلة جداً يمكننا تحديد ما إذا كان الشخص مصاباً بمرض الزهايمر قبل الإكلينيكي أم لا”.
وأثبتت النتائج أنها دقيقة بنسبة 86% بشكل عام، و90 % عندما أضاف الباحثون اختبار ألزهايمر الجيني، ويسمى هذا الاختبار التنميط الجيني، ويمكنه معرفة ما إذا كان لديك خطر وراثي للإصابة بالمرض أم لا.
وقال الخبراء إن هناك حاجة إلى إجراء دراسات إضافية للتأكد من الصلة بين مرض الزهايمر والقيادة، وأضافت السيدة بيات أن الخبراء سيحتاجون إلى جمع البيانات بمرور الوقت.
لكنها قالت إن مراقبة سلوك كبار السن يمكن أن تساعد الأطباء على الوصول إلى التشخيص بشكل أسرع، وبالتالي السماح للمرضى بتلقي المساعدة والدعم الذي يحتاجون إليه في مرحلة مبكرة.