متابعة – مريم أبو شاهين
روى شاب سعودي تفاصيل سقوطه بسيارته في إحدى عيون محافظة الأفلاج ليلاً، وتعرُّضه لإصابات وكسور مضاعفة، ونزيف في الرأس، وبقائه داخل العين التي يبلغ عمقها نحو 120 متراً لمدة 30 ساعة متواصلة دون إنقاذ.
قال عبدالعزيز علي الحديجي، كنتُ قبل سنوات في رحلة قنص “حمام” شرق الأفلاج في منطقة السيح، ومع غروب الشمس هبَّت رياح مُحمَّلة بالأتربة والغبار؛ حدَّت من الرؤية لمسافات قصيرة، وكنت حينها أسير بمركبتي على طريق صحراوي، وفوجئت بهبوط المركبة، ولم أشعر بنفسي بعد فترة إلا والدماء تسيل على وجهي وأنا بالقرب من مركبتي.
وأضاف: كنت وقتها أظن وقوع حادث لي، فحاولت النهوض للوصول للمركبة؛ لأتصل بأهلي، فلم أستطع، وفوجئت بكسور مضاعفة باليد اليسرى، وكسر في الفخذ؛ ما أعاقني عن الحركة. وفي هذه الأثناء تساقطت الرمال عليَّ بكثافة، واعتلتني العديد من الحشرات، وسمعت أصواتاً غريبة، وفحيح أفاعٍ، وكان خيال الجن لا يفارقني.
وأضاف: لا أعلم ما الأمر.. وأمست ليلة من أصعب الليالي في حياتي، وبعد ظهور الشمس فوجئت بأني في إحدى عيون الأفلاج؛ فأيقنت بالموت لا محالة؛ فالرياح والغبار يحجبان الأفق، مع كسور شلَّت حركتي، وأنا داخل عين بعمق 120 متراً للأسفل.
وتابع: في هذه الأثناء بدأت ألوم نفسي على تقصيري في الأعمال الخيرية والتقرُّب إلى الله، وبدأت أدعو ربي بالمغفرة والتوبة من صلاة الظهر حتى غروب الشمس. ومع الغروب سمعتُ صوتاً في الأعلى، فلم أصدق هل هو صوت إنسان أم جن؛ كون أصوات وأشكال الجن كانت تلازمي داخل العين، ولكن بالتمعن كان هناك همس إنسان، فبدأت أصيح له وأقول “أنقذني، أنا إنسان”.
وأردف: اختفى الصوت دون جدوى، وأسدل الليل ظلامه عليّ داخل العين، وبعد فترة فوجئت بإنسان يناجيني، ويقترب مني، فلم أصدق لكثرة الأصوات والفحيح التي كانت ترعبني في مغارة بالقرب مني طوال ساعات وجودي بالعين، ولكن كان الصوت حقيقة، وكان ذلك أحد رجال الدفاع المدني؛ ليقوم بإخراجي من العين هو وزملاؤه تقريباً فجر اليوم الثاني، ونُقلت للمستشفى.
وعن كيفية العثور عليه واصل قائلاً: قام أهلي بالإبلاغ عن فقداني، وهبّت الجهات الأمنية بالبحث عني؛ فكان الصوت الذي سمعت مع غروب الشمس أحد رجال الدفاع هو وزميله أثناء البحث عني في عيون الأفلاج، وفقدان الأمل لعدم وجودي بالمنطقة، وأصر أحدهم على الاطلاع على آخر العيون، وفوجئ بوجود المركبة داخل العين؛ فقام بإبلاغ زملائه وأنقاذي.