متابعة – مريم أبو شاهين
قصة واقعية حزينة نقلت صحيفة “الشروق” الجزائرية وقائعها، من منزل الصغيرة “إلين”، التلميذة النجيبة التي كانت تدرس في الصف الخامس الابتدائي، وتستعد للانتقال إلى الطور المتوسط، لكن القدر شاء غير ذلك، ووضع حد لحياة طفلة تعد آخر العنقود في عائلتها
وفي التفاصيل، ذكرت شقيقتها الوسطى التي اكتشفت جثتها الهامدة معلقة بحبل في سطح البيت، قبل 3 أيام، أن “إلين” فتاة عادية عاشت “الدلع” والحب والحنان وسط عائلتها، وصارت الأخت المدلّلة من قبل الجميع، خاصة والدتها المرحومة، لكن حدث كل شيء بسرعة البرق حين أصيبت الأم بورم خبيث، خطفها قبل سنة، أضف إلى ذلك انفصال الوالد عنها كان له الأثر السلبي على “إلين”، التي أخذت تتجرع مرارة الحياة، من دون أن تُشعر أحداً بذلك، ولعل كُراسها الصغير، الذي كانت تدون فيه مذكراتها، هو ما كشف المستور بعد وفاتها، فالطفلة كانت تكتب بعُصارة الألم، وتبكي في صمت رحيل والدتها، وتعِدها أنها ستلتحق بها قريباً، كما أن الطفلة سبق لها وأن استفسرت من شقيقتها الكبرى عن مصير من يموت وهل يمكن أن يجتمع بمن يحب.
ومن هنا، بدأت الصغيرة تخطط للحظة المأساوية، فرجعت كعادتها للبيت وتناولت غداءها ثم غيرت ثيابها بكل هدوء، وخلت غرفتها لمشاهدة برامج الكرتون المفضلة لديها، وفي حدود الرابعة عصراً، جاءت البنت الوسطى من أجل تفقد “إلين” فلم تجدها في غرفتها، رغم أن صوت التلفاز كان مرتفعاً، وبعد البحث عنها في كل الأرجاء، لم يتبق سوى سطح المنزل، هناك كانت الصدمة كبيرة، حين لمحتها معلقة بواسطة حبل وهي جثة دون روح، فاختلط الحابل بالنابل وتم الاستنجاد بالجيران الذين ساعدوا على فك وثاقها وتمديدها من أجل فحصها، ليتأكد أن الطفلة أسلمت روحها لبارئها.
وخلال التحقيق، الذي باشرته المصالح الأمنية، تم العثور على كراسها “العلبة السوداء” داخل محفظتها، الذي روت فيه الصغيرة “إلين” تفاصيل مخطط الالتقاء مع والدتها.