متابعة – مريم أبو شاهين
ظل تعذيب أمهات الأخطبوط لأنفسهن بعد التزاوج لغزاً محيراً للعلماء، فعندما يقترب بيض أم الأخطبوط من الفقس، تتوقف عن الأكل، وتصبح عازمة على تدمير نفسها، فقد تضرب نفسها على صخرة، وتمزق جلدها، أو حتى تأكل قطعاً من أذرعها.
لكن الآن، اكتشف الباحثون المواد الكيميائية التي يبدو أنها تتحكم في هذا الجنون المميت.
فبعد أن تضع الأخطبوط بيضها، تخضع لتغييرات في إنتاج واستخدام الكوليسترول في جسدها، ما يؤدي بدوره إلى زيادة إنتاجها لهرمونات الستيرويد، وهو تحول كيميائي حيوي سيقضي عليها.
وبحسب، ز. يان وانج، الأستاذ المساعد في علم النفس وعلم الأحياء بجامعة واشنطن، إن بعض التغييرات قد تشير إلى العمليات التي تفسر طول العمر في اللافقاريات بشكل عام.
وأضاف «وانج» لـ Live Science، أنه بعد أن أصبح لديهم هذه النتائج، فإنهم مهتمون حقًا بربطها بالسلوكيات الفردية، أو حتى الفروق الفردية في كيفية تعبير الحيوانات عن هذه السلوكيات.
أذهل العلماء من الموت الغريب لأمهات الأخطبوط بعد أن وضعن بيضهن، ولا أحد يعرف الغرض من هذا السلوك.
تتضمن النظريات فكرة أن عروض الموت الدراماتيكية تجذب الحيوانات المفترسة بعيداً عن البيض، أو أن جسم الأم يطلق العناصر الغذائية في الماء الذي يغذي البيض.
وقال «وانج» إن الموت يحمي على الأرجح الأطفال من الجيل الأكبر سنا، إذ أن الأخطبوطات هي أكلة لحوم، وإذا علقت الأخطبوط الأكبر سناً حولها، فقد ينتهي بهم الأمر بأكل كل صغار بعضهم البعض.