متابعة – مريم أبو شاهين
صدر حكم بمعاقبة المتهمة في القضية المعروفة إعلامياً بـ«قتل الطفلة ساندي»، بسبب خلافات مع والدتها في إحدى قرى مركز الصف جنوب الجيزة، بالسجن المؤبد، خلال الجلسة الأولى لنظر القضية.
«آه يا ساندي حرقتي قلبي!».. كلمات رددتها القاتلة، ربة منزل، وهي تمسك بقدم الطفلة ذات الخمس سنوات، بعد العثور على جثمانها مُلقى أمام العقار محل سكنهما بقرية الشرفا بالصف في الجيزة، وكانت تبكي الطفلة وتناجيها: «يا حبيبتي»، بعدما قتلتها، غيرةً من أمها واعتقاداً بأن «حماتها بتحب عيال ابنها الكبير ومش بتحب عيالها زيهم».
حيرة وقلق انتابتا «سمية»، والدة الطفلة، التي كانت تعد الطعام لحماتها بالطابق الأرضي، وصعدت ابنتها أمامها فوق السطوح «علشان تلعب مع أولاد عمها»، لتختفي ساعات طويلة، ما استدعاها تسأل «سلفتها»: «البنت عندك بتلعب؟!»، فأجابتها: «دي نزلت»، الأم قالت لـ«سلفتها»: «ساندي طلعت والبيت مقفول ومحدش دخل ولا خرج».
حتى مطلع الفجر، استمرت رحلة البحث عن «ساندي» التي شارك بها الأهالي بالشوارع والبيوت دون جدوى، وبينما يخرج أحد الجيران في طريقه للعمل «اتكعبل» في جوال كانت داخله جثة صاحبة الـ5 سنوات، فزع وصرخ: «الحقوا.. إلحقوا البنت مرمية قدام بيتها».
أول من خرج من بيت عائلة «ساندي» كان عمها هاله المشهد، أمسك بقدمي الصغيرة الظاهرتين من الجوال، باكياً: «يا حبيبتي مين عمل فيكي كده؟!»، زوجته أبعدت يده لتمسك بجسد الطفلة وهي تكرر: «يا حرقة قلبي عليكي يا ساندي».
والد الطفلة، كان يظن أن «توك توك جه قدام البيت ورمى الجثة»، لكنه صُدم وهو يطالع مقطع فيديو مدته 30 ثانية، التقطته كاميرات مراقبة بعقار الجيران: «لقيت الجوال محدوف من بيتنا على الأرض، وبعدين لقيت بنتي حوالين رقبتها خنق، وجسمها وهدومها مبلولين ميه، وشعرها زي ما هو معمول ضفافير زي ما أمها عملته لها».
أهالي القرية أجمعوا أنّ «الجاني واحد من البيت»، وحكت أسرة «ساندي» ملابسات الواقعة لفريق البحث الجنائي حتى اعترفت زوجة عم الطفلة بـ«قتلها علشان أحرق قلبهم عليها»، ثم مثّلت جريمتها وحكت: «خنقتها بإيدي بشقتي بعد ما قلت لها تعالي كُلي كيكة، وبعدين خنقتها داخل الغسالة بفوطة وسط ميه».
والدة «ساندي» تتذكر لحظات الرعب والحيرة، حين نزلت «سلفتها» من البيت تبحث عن الطفلة معهم، رغم «إننا مبنكلمهاش من 3 أشهر»، وكانت تشق ملابسها وتلطم خديها وبشكل درامي تنادي على الصغيرة: «يا ساندي.. يا ساندي فينك؟!»، وبعد العثور على جثتها تناجيها: «قلبي اتحرق عليكي!».
الأم المكلومة، التي اعتزلت النّاس حزناً، وهي تحتضن صورة ابنتها، تشرح: «المتهمة حرقت قلوبنا، وقاصدة توجعنا في البنت، لأنها حبوبة البيت كله»، تبكي وهي تضيف: «بنتي كانت سند أخوها سيف، 8 سنوات، المصاب بمرض التوحد، وكانت بتروح معاه المدرسة وتلعب معاه وتقضي له كل احتياجاته».
زوجة عم «ساندي» كانت تشتت انتباه العائلة، وتقول لهم ابحثوا فوق السطوح «دا في صوت غريب»، وحين طلبت طفلة من الجيران أن تبحث داخل شقة زوجة العم: «دورنا في كل حتة فيما عدا عندك»، نهرتها الأخيرة قائلة: «هتكون عندي إزاي»، وحينها لاحظت طفلة الجيران أن «القاتلة كانت حاطة حاجات فوق الغسالة كتيرة وعليها مياه».
وحين كانت أسرة «ساندي» مشغولة بالبحث عنها، ألقت زوجة عمها جثتها داخل جوال من شرفتها، ما زاد حيرة الأسرة والأهالي، حتى اكتشفوا أن زوجة العم وراء قتل الصغيرة، واعترفت بأنها «عاوزة أحرق قلوبهم عليها، بيحبوا عيال سلفتي أكتر مني».
زوج المتهمة، انهار وبكى: «كنت أتمنى متبقاش هي.. كنت خايف إخواتي يشكوا إني شاركتها في الجريمة»، ويكمل: «مراتي كانت مخلية حياتي جحيم، دائمًا كانت تطالبني بأخذ موقف مع إخواتي والاشتباك معاهم بسبب العيال، وظنها أن أهلي يعاملون أولادي معاملة سيئة خلافًا للحقيقة».
«جنى» ابنة المتهمة، في موقف أبكى الجميع، قالت لزوجة عمها أم «ساندي»: «أنا ممكن أقول لك يا ماما»، فيما كانت المتهمة تمثل جريمتها، وأمرت النيابة العامة بحبسها احتياطيًا 4 أيام بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.