متابعة – مريم أبو شاهين
وقف الشيطان كثيراً، يتعلم من دهاء ومكر هذه السيدة، التي رسمت وخططت لجريمة بشعة، لم يألف أحد تفاصيلها، بهذه الكيفية، فقد جعلت شاباً يقتل شخصاً لم يعرفه، من أجل إمرأة لم يعرفها.
الجريمة بدأت خيوطها قبل عام من الآن، عندما تزوجت فتاة من ابن عمها في الإسكندرية، الذي يكبرها بعدة أعوام، لكن الحياة الزوجية كانت مليئة بالمشاكل والأزمات، التي عصفت بعش الزوجية، حاول الوسطاء التدخل لحلها دون فائدة.
قررت الزوجة أنه لا مناص عن التخلص من الزوج، فكرت في قتله كثيراً، لكنها فشلت، فلم تستسلم، فقادها شيطانها الأشر للاستعانة بصديق، وفي سبيل ذلك فكرت ودبرت حتى وجدت ضالتها على السوشيال ميديا.
صممت الزوجة صفحة على السوشيال ميديا، ووضعت عليها صورة سيدة حسناء، أوهمت أصدقاءها بأنها هذه السيدة صاحبة الصورة، فتبارى الشباب للحديث معها عبر الشات في غياب الزوج، حتى تعلق قلب شاب عشريني بها يقيم بمحافظة الجيزة، وعدته بليالي العشق في عروس البحر المتوسط، فهام الشاب حباً وعشقاً في هذه السيدة اللعوب، وبات يمني النفس في ليلة واحدة معها.
جاءت اللحظة التي تمناها الشاب، عندما طلبت منه السيدة الحضور لشقتها بالإسكندرية لقضاء ليلة سوياً، لكنها باحت له بسر خطير، عندما أكدت له أنها كانت فتاة حسناء، تعرضت للاغتصاب وأن أسرتها أجبروا مغتصبها على الزواج منها، وأنها تريد التخلص من هذا الشخص بقتله، وفي سبيل ذلك ستسلمه كل شيء بعد قتل زوجها.
لم يتردد الشاب في الموافقة على طلب السيدة الحسناء كما يراها على السوشيال ميديا، فحدد الاثنان موعد اللقاء، وطلبت منه السفر من الجيزة للإسكندرية، والجلوس على مقهى أسفل العقار، وأنها سترسل له إحدى قريباتها ومعها مفتاح الشقة وسكين للتخلص من زوجها، وبالفعل حضر الشاب وجلس على المقهى حتى الفجر، ثم تسلل لداخل العقار حيث التقى “الزوجة” التي لم يراها قبل ذلك وأوهمته أنها قريبة السيدة التي تتحدث معه عبر السوشيال ميديا، وأعطته السكين والمفتاح، فدلف للمكان ونفذ جريمته وهرب.
زعمت الزوجة أمام رجال المباحث أن لصوصاً داهموا الشقة وقتلوا زوجها وأوثقوها بالحبال، فلم يصدقوا روايتها، لا سيما بعدما أكدت أن خلافاً على الآثار وقطعة أرض وراء الأزمة، وبفحص كاميرات المراقبة أمام العقار، لاحظوا شاباً يدخل قبل الجريمة بدقائق، وبفحص هاتفها تبين أنها على تواصل بهذا الشاب، تم تحديد هويته والقبض عليه، حيث اعترف بالجريمة كاملة، وكانت صدمته في السيدة غير الحسناء، عندما رآها لأول مرة وعرف أنه كان يجري وراء سراب على السوشيال ميديا.