هل أوجعتكِ الرّيحُ؟؟
لمّي حفنةً من ريشِ أيّامي المبعثرِ في مدائنِها!
أعيدي قطفةً من آخر الزّيتونِ
ظلّتْ مثل دَينٍ ميّتٍ
في رقبةِ الماضي
أديري ظَهرَ قلبي للسّنينَ
إنِ استطعتِ
وقايضي عمري
بشبرٍ من دموعِ الأمّهاتِ
وقد قصصنَ جدائلَ الضّحكاتِ قبل مشيبِها
لا ترجعي!
أنا لنْ أُحبّكِ مرّتَينْ
لا تقلبي رأساً على عقِبٍ تفاصيلَ الرّوايةِ
لا تُعيدي لونَ سكّينِ الدّموعِ
وتقتليني مرّتَينْ
لم تنسَ خاصرةُ المكانِ ملوحتي
أمّي ستُسقِطُ من جديدٍ طولَها
وأبي ستخذلُهُ المعاولُ
حين ينوي حفرَ قبري مرّتَينْ
لا تلعني السّاعاتِ!
رملُ الوقتِ بلّلهُ الشّتاءُ
وما يزالُ الصّوتُ يأتي
كلّما نادى المؤذّنُ للجنازة من بعيدٍ
فاسمَعي!
كُنّا نقيسُ اللّيل بالأقدام
نسري كي نبدّدَهُ فنتعَبْ
نصبَتْ لهُ آهاتُنا فخّاً على الأصداءِ
لكنْ..
كان يسمعُها ويطرَبْ
كُنّا نُوازي خطوتَينا
نرمي مقصّ العمرِ للموتى
إذا ضاقتْ بهم أكفانُهمْ
ونقول نأتي كلّما غفلتْ عيونُ الهجرِ
لكنْ..
ما أتَينا
هل تذكرينْ؟!
ظلّتْ ملامحُنا على الشبّاكِ ساهرةً
ولَوني لم يزلْ متردّداً
مُذْ جئتِ شكّاً
هزّ ما بي من يقينْ
يا بنتُ!
لم ألبسْ غيابَكِ
كنتُ أعرى كلّما سافرتِ..
أمشي في طفولتنا..
أحاكي شتلةَ النّعناعِ
في فستانكِ المنسيِّ فوقَ الحبلِ
والدّنيا تغيبُ
ولا أعِي
الصّبحُ خبّأ في يديكِ بناتِهِ
وأنا أخو الكلماتِ
جئتُكِ باحثاً عن غفوةٍ
كُنّا نؤجّلُها لأنّ البحرَ يُفسِدُ طعمَها
قُلنا نؤاويها
ولكنّا ككُلّ الغارقينَ
قصورُنا رملٌ
وموجٌ هائجٌ جيرانُنا
لا تفتحي كفّيكِ!
فالصّبيانُ ينتظرون خلف البابِ
كي يتحرّشوا بالأمنياتِ
وسنّةُ الأيّامِ أن تُغري زهوركِ
ثمّ لا يأتي النّدى
فتشيّعي!