(1)
تركوكَ وحيداً مليئاً بفوضاكَ، منهزماً،
وقميصكَ يندى برائحةٍ من غبارِ النساءِ
اللواتي تغذينَ من رُوحِكَ الهشّةِ
ومَضينَ،
ولم ينتبهنَ لآثارِ ضحْكاتهنَ عليكْ،
ولم تنتبه للبعيرِ بضلعِكَ من طعنةِ القشّةِ
وها أنتَ تسحبُ جسماً هزيلاً على الدربِ
يفضحُ ضعفكَ ما مرَّ في راحتيكَ من الرعشةِ
(2)
يريدون وجهكَ مبتسماً
وبرغمِ الضبّاب الذي يتشكّل في الروحِ
رغمَ الأسى في عُيونِك
والمطرِ المتردِّدِ
فوقَ التِلالِ العِجافْ..
التجاعيدُ تملأُكَ الآنُ
رغمَ الندى في غصونك
هل خِفْتَ؟
هكذا يصطفي الحزنُ أصحابه
يتجسدُ أمسُكَ في صورة الذئبِ
وحدكَ من كنتُ تركضُ ركضَ الخِرافْ..