وأَصَابَـني ما ليسَ في حُسباني:
أُنثى بطَعْمِ بشائرِ (الرحمنِ)!
كان اللقاءُ بـها مُجَرَّدَ قهوةٍ..
والحُبُّ قد يأتي من الفنجانِ!
هِيَ رشفةٌ واندسَّ حافرُ مُهرَةٍ
في القلبِ، جامحةٍ بغَيرِ عنانِ
واصفرَّ قلبي؛ احْمَرَّ؛ أصبحَ أخضرًا..
فتَرَكْتُهُ في لُعبةِ الألوانِ
ومَضَيتُ أُعلِـنُ للوجودِ بأنَّني
أحببتُ من جذري إلى أغصاني
أحببتُ يا أرضَ القصيدةِ، فارقبي
حَدَثًا بحجمِ قيامةِ البركانِ
أحببتُ يا خطَّ استواءِ عواطفي
فاصمدْ أمامَ حرارةِ الوجدانِ
أحببتُ يا شيخَ الطريقةِ، فانصرفْ
عنِّي لأَبْلُغَ وحدةَ الأديانِ
أحببتُ يا ساعي البريدِ، أَلَا ترى
كلَّ المجرَّةِ أصبحتْ عنواني؟!
أحببتُ يا صوتَ الـمُؤَذِّنِ، فالهوى
صوتي، و(حَيّ على العناقِ) أَذَاني!
أحببتُ.. وانقطعَ الخطابُ! ولم يعدْ
في الروحِ إلا موسمُ الهذيانِ :
ماذا سيفعلُ بي عناقُ مليحةٍ
قد كان حُلْمُ عناقِها أبكاني ؟!
ماذا سأفعلُ بابتسامتِها التي
في الليلِ تفضحُني لدى جيراني ؟!
ماذا سأفعلُ بالحنينِ إذا طغى
وعَجَزْتُ أبلعُ حَبَّةَ النسيانِ ؟!
ماذا سأفعلُ بالحبيبةِ كلَّما
بَدَأَتْ طقوس الليلِ بالريحانِ ؟!
ورأيتُ عينيها كأنَّهُمَا مَعًا
بقصيدتي أوْ قريتي (بَـيْـتَـانِ)!
لِـيَ أنْ أزورَ مقدَّساتِيَ في الهوى
فأزورها في الجِيدِ والأحضانِ
وأَظَلُّ أهمسُ: (دَثِّرينيَ) حينما
تُوحَى إليَّ نبوءةُ الأشجانِ