مَطيرٌ بنا
شجرُ السّنديانْ
فقد خاننا الوقتُ
قبلَ الرِّهانْ
لنا هجرةٌ
في الشّتاءِ الطويلِ
وسبعٌ عجافٌ
كسبعٍ سمانْ
وأيتامُ
قبلَ انبجاسِ الصفاتِ
ومثلُ المدينةِ
قبلَ الأذانْ
ومثلُ (الحسينِ)
وصوتُ النَّبيِّ
بعيدٌ
بعيدٌ
ولا ترجمانْ
ومثلُ (أبا ذرِ)
مثلُ الصحاريْ
ومثلُ الشّموعِ
بلا شمعدانْ
كأندلسٍ
في مجازٍ خفيٍّ
لـــ (تاجةَ)
في أفقِها صرختانْ
ونعندُ
يا وهمَنا الآدميَّ
يُعرِّيكَ في ليلِنا
شاهدانْ
بِنا عمرٌ
في الرَّصيفِ العصيِّ
وصوتُ عليٍّ
يشقُّ العنانْ
نُصفِّقُ
حينَ يضجُّ النَّقيضُ
ولليلِ
نُشرعُ سهمَ المِرانْ
غريبٌ بنا
دمُنا حين نضحكُ
حين يفورُ
بنا الأرجوانْ
وحين نُحبُّ
وحين نموتُ
وحين نُمارسُ
هذا الهوانْ
غريبٌ بنا
دمُنا البابليّ
كما العربِيِّ
وفي كل آنْ
كما
سحنةِ الزّنجِ
في الهمَلايا
كما سحنةِ الزّنجِ
في الفاتيكانْ
يُطاردُنا اللحنُ
حتّى نذوبَ
ويلفظُنا الحزنُ
في اللامكانْ
لنا فارسٌ
في بقايا السّطورِ
ولمّا يزلْ
باحثًا عن حصانْ
لنا قمرٌ
موحشٌ إن نسينَا
طقوسَ البكاءِ
وشجوَ الكمانْ
وتهمتُنا
قدرُ السّندبادِ
بنا شجنُ الرّيحِ
قبلَ الزّمانْ
سنعبرُ هذا الطريقَ
مرارًا
ونجمانِ
في خدِّهِ مُتعبانْ
أفقْ
أيُّها الموجُ
قبلَ السّقوطِ الأخيرِ
لأقنعةِ المهرجانْ
أفِقْ
أيُّها الوقتُ
شيئًا فشيئًا
فأرضُ ذُهولِيْ
يداكَ اللتانْ
صديقُكَ
هذا الدّخانُ الخجولُ
وقبلَ اندلاعِ الخياناتِ
خانْ
أفي سيرةِ الحزنِ
كلُّ الوصايا
لها
في توجسِنا غربتانْ؟
على تلةٍ
في عراءِ الحنينِ
أضأتُ التَّواريخَ كي لا تهانْ
كتبتُ القصائدَ
كي لا تشيخَ
وكونانِ في صمتِها قانتانْ