متابعة-سوزان صالح
منذ مطلع العام الجاري، كانت مخاوف السكان في محافظة ذي قار، سيما المناطق الجنوبية والشرقية للناصرية، تزداد بشكل ملحوظ، كان السكان يشاهدون كيف أن مناسيب المياه تنخفض بشكل مستمر قبل حلول الصيف، مما دفع الكثير من مربي الجاموس للهجرة إلى مناطق الفرات الأوسط (شمال ذي قار) بحثا عن مصادر للمياه والعشب، بحسب مراقبين.
ونقلن عن أحد المتطوعين في حملة تطوعية حول شح المياه
نسعى للحصول على مياه حتى لو كانت آسنة، حتى المياه الآسنة لم تعد موجودة، كل شيء أصبح جافا، أحيانا تأتي سيارات لنقل المياه لبعض المناطق، لكنها لا تكفي لسد حاجة السكان والحيوانات”
ويضيف.. أنه قدم مناشدات كثيرة للحكومة المحلية لكن دون جدوى حتى الآن، ويؤكد أنه وجّه نداء لمنظمة الهجرة الدولية للمساعدة بعد ظهور حالات مرضية كالفشل الكلوي والكوليرا وبعض الأمراض السرطانية بين السكان، داعيا لأن تكون هناك لجان دولية لمتابعة الوضع بمدينته “المنكوبة”.
أثر شح المياه على طبيعة حياة السكان والقبائل التي تعتمد بشكل أساسي على الزراعة وتربية الحيوانات، إذ إن أي اختلال في مواعيد زراعة المحاصيل المحلية يؤدي بهم إلى كارثة اقتصادية تؤثر على حياتهم، وهو ما حدث خلال موسم الزراعة هذا العام.
وكانت العديد من مشاريع محطات مياه الشرب والري، المرتبطة بمناسيب الأنهار، في مدن الإصلاح وسيد دخيل وقضاء الشطرة (تابعة لمدينة الناصرية) قد توقفت نتيجة تراجع وقلة الإطلاقات المائية.
ولا تعد مشكلة الجفاف وشح المياه طارئة، وإذ ومنذ عام 2003، بدأت مشاهد الجفاف وشح المياه في الأهوار، ثم امتد ذلك ليشمل الأنهار بما أثر على المياه الواصلة إلى المدن، ويؤكد مراقبون أن مدن جنوب العراق تشهد شحا مائيا كبيرا فقدت على إثرها بعض المحافظات السيطرة على وضعها المائي.