متابعة-سوزان صالح
وقّع الأردن وإسرائيل والإمارات مذكرة تفاهم تنص على “تسريع إنجاز دراسات الجدوى” المتعلقة بمشروع “الماء مقابل الكهرباء”.
وحدث هذا بالتزامن مع عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو لتولي رئاسة الحكومة في إسرائيل وفقا لنتائج الانتخابات الأخيرة التي منحت اليمين واليمين المتطرف الأغلبية في الكنيست.
وجاء التوقيع بعد تحذيرات رسمية أطلقتها عمّان قبل أيام فقط من المساس بالوضع التاريخي القائم بمدينة القدس، والدور الأردني التاريخي في رعاية المقدسات هناك.
وأثار توقيع وزير المياه الأردني محمد النجار على الاتفاقية خلال أعمال مؤتمر المناخ “كوب 27” المنعقد بمدينة شرم الشيخ المصرية، غضب المعارضة الأردنية التي نظمت اعتصاما احتجاجيا ظهر اليوم الأربعاء أمام وزارة المياه الأردنية رفضا للاتفاقية.
ووقّع على مذكرة التفاهم، وهي الثانية في هذا المشروع، بالإضافة للوزير الأردني، وزيرة البيئة والتغير المناخي الإماراتية مريم المهيري، ووزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيساوي فريج.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وقعت الأطراف الثلاثة إعلان نوايا (اتفاق مبدئي) للدخول في عملية تفاوضية للبحث في جدوى مشروع مشترك للطاقة والمياه؛ بحيث يعمل الأردن على توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية لمصلحة إسرائيل، وتقوم الأخيرة بإقامة محطات تحلية لمياه البحر الأبيض المتوسط لصالح الأردن.
وأشار البيان الأردني الرسمي إلى أن مذكرة التفاهم تنص على “سعي الأطراف الثلاثة من أجل إحراز تقدّم في الاستفادة من المساعدة والدعم من الجهات الدولية ذات العلاقة والشركاء، بشرط موافقة جميع الأطراف على إعداد الخطط الضرورية”.
وسيتم خلال قمة المناخ المزمع تنظيمها بالإمارات العام القادم عقد مؤتمر يناقش التقدم الذي أحرزه المشروع.
الماء مقابل الكهرباء
وتقوم فكرة مشروع تبادل الطاقة “الماء مقابل الكهرباء” بين الأردن وإسرائيل على إنشاء محطة توليد للكهرباء النظيفة من الألواح الشمسية في الأردن، بتمويل من الإمارات، لتزويد الجانب الإسرائيلي بجزء من حاجته للكهرباء، على أن تقوم تل أبيب بإنشاء محطات لتحلية مياه البحر الأبيض شمالا، وتزويد الأردن بحاجته من المياه النقية.
وبحسب بنود “إعلان النوايا” الذي نشرته السلطات الأردنية العام الماضي، فإن عمّان ستحصل على 200 مليون متر مكعب من المياه المحلّاة بموجب المشروع، بينما ستحصل تل أبيب على 1.2 غيغا وات من الكهرباء النظيفة.
وفي حال تم الاتفاق على تنفيذ المشروع فسيبدأ إنتاج الكهرباء النظيفة في عام 2026.
وبحسب محللين، فإن مشروع تبادل الطاقة يمثل حالة من “الاشتباك الاقتصادي التصاعدي مع الاحتلال الإسرائيلي”، رغم نتائج الانتخابات التي جاءت بـ”اليمين المتشدد” الرافض لـ”الدور الأردني في القدس، والمنادي بطرد الفلسطينيين، وحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن بإنشاء الوطن البديل لهم فيه”.
الأردن وإسرائيل والإمارات وقعت الاتفاقية على هامش مؤتمر المناخ في شرم الشيخ المصرية (مواقع التواصل الاجتماعي)
رفض شعبي
ميدانيا، نظمت قوى المعارضة الرافضة للمشروع ظهر اليوم الأربعاء اعتصاما احتجاجيا أمام وزارة المياه الأردنية، رفعت خلاله شعارات منددة بالمشروع، معتبرة اتفاقية الماء مقابل الكهرباء “جريمة بحق الوطن”.
وقال مراد العضايلة الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي إن الاتفاقيات تأتي ضمن “خطة صفقة القرن” لإنهاء القضية الفلسطينية، وهي الخطة المستمرة مع قدوم الإدارة الأميركية الديمقراطية ورحيل ترامب، وتشكّل “هدية أردنية لنتنياهو وحلفائه من اليمين الصهيوني المتطرف”.