شهد اليوم الرابع لفعاليات مهرجان دبي لمسرح الشباب، عرض مسرحية «ضيف محارب الضوء»، الذي يحمل بصمات الدكتور والكاتب العماني أحمد بن خصيب العويني في التأليف، وإسماعيل سالم الحسوني في الإخراج وبطولة العمل، وإنتاج فرقة مسرح رأس الخيمة الوطني، حيث شكّل العرض نقلة نوعية للدراما المسرحية التي شهدها المهرجان، رغم ارتكازه منذ انطلاقة عروضه على ثيمات أساسية، منها فلسفة الأنا والآخر، وإسقاطات من واقع الحياة الاجتماعية وتداعياتها المعاصرة شكلاً وموضوعاً. وخلال العرض استطاع بطل العمل إسماعيل سالم حشد الجمهور كفراشات تتطوق للكلمات.
فلسفة الإنسان
وخلال العمل الذي يمكن أن يوصف أنه مغارة سحرية لتعرية الواقع ويحمل تعويذتها السرية للدخول، فكل من شاهد العمل خرج منه محملاً بسيلٍ من الاحتمالات الفكرية أو الإسقاطات المرجعية كونها قصة تتغلغل في الأعماق وتروى عنها قصة في عنوان قد يبدو مشابهاً إلى حد كبير في عنوانه واستعارته مع مضمون رائعة الكاتب البرازيلي، باولو كويلو «أوراق محارب الضوء» التي هي عبارة عن مجموعة من المتفرقات للمؤلف جُمِّعَت في غلاف كتاب واحد، ونشرت عام 1997.
كان النص الذي كتبه الدكتور والكاتب العماني أحمد بن خصيب العويني ملهماً للتخيل ورسم التداعيات بكل تفاصيلها، حيث وجد الجمهور نفسه في موضع المشاركة والإضافة والحذف وفقاً لثيمة «الأنا والآخر».
السرد الصوري
استند العمل، من خلال اكتشاف العلاقة السامة بين محارب النور وزوجته (شيرين حافظ) التي تعشق انعكاسها في المرآة وتطالب بصخب واحتجاج لا ينتهيان بإطفاء المصابيح لتسكن في ليل مظلم، وترى من جانب آخر جمالها الظاهري في الضوء بعيداً عن كل ما يحمله من وضوح مباشر يمكن أن يفضح عجزها عن التواصل والعبور إلى الآخر من خلال «مونولوج» مبني على استعارات تجريدية.
بقعة ضوء
لم يكن المشهد الأخير أقل أهمية عن البدايات، فلم يستلم محارب الضوء وثار ضد سطوة ضيفه المزعوم وتعاظم نفوذه لدرجة الإقصاء حتى مع زوجة المحارب التي وجدت في الضيف الملاذ والسلوى كزوج جديد منفتح على كافة الاحتمالات.