يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن ظرفا تاريخيا مشابها لما عاشه الرئيس الأسبق جيمي كارتر، الذي يعد آخر رئيس ديمقراطي فشل في الفوز بولاية ثانية.
يأتي ذلك قبل عام من الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وبحسب موقع “أكسيوس” الأمريكي فإن رئاسة بايدن شهدت وقوع 3 أزمات عالمية مزعزعة للاستقرار.
وأوضح الموقع أن هذه الأزمات هي: الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان، والحرب في أوكرانيا، والآن احتمال نشوب حرب إقليمية في الشرق الأوسط في ظل الحرب في غزة.
وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة (أكسيوس) الأمريكية جيم فانديهي والمؤسس المشارك مايك ألين، فإن الفوضى في جميع أنحاء العالم تقود العديد من الأمريكيين إلى استنتاج “أننا نواجه لحظة من الخطر التاريخي”.
وإلى جانب القلق الاقتصادي الواسع النطاق فإن هذا الشعور بالخوف والرهبة يُعَد خبراً سيئاً للغاية لأي رئيس يترشح لولاية ثانية.
وأوضح التقرير أن هناك بعض أوجه التشابه المذهلة بين تحديات السياسة الخارجية التي يواجهها بايدن وتلك التي واجهها كارتر قبيل إعادة انتخابه.
ففي فبراير/شباط عام 1979، اندلعت الثورة الإيرانية التي أطاحت بنظام الشاه وأقامت النظام الحالي.
وهيمن احتجاز طهران عشرات الرهائن الأمريكيين على عناوين الأخبار، واستنزف حملة كارتر لإعادة انتخابه.
وفي ديسمبر/كانون الأول 1979، غزا الاتحاد السوفياتي أفغانستان، مما دفع البيت الأبيض في عهد كارتر إلى اتخاذ موقف أكثر تشددًا مع السوفيات لكنه لم ينجح في تغيير تصور الأمريكيين بأن العالم يسير على غير هدى.
ومرة أخرى، يواجه الرئيس الديمقراطي جو بايدن الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس المدعومة من إيران التي تدعم أيضا حزب الله اللبناني.
ومرة أخرى يتم احتجاز رهائن أمريكيين في غزة، ويبدو أن الولايات المتحدة تكافح من أجل ردع أعدائها بحسب تقرير “أكسيوس”.
وتماما مثل كارتر فإن بايدن يواجه تراجعا للدعم بين جزء رئيسي من التيار الديمقراطي هم الناخبون الشباب التقدميون.
وعلى الرغم من أن معظم الناخبين الديمقراطيين يقفون إلى جانب إسرائيل، تتركز المعارضة بين الناخبين الأصغر سنا.
وردا على دعمه القوي لإسرائيل هدد عدد من الأمريكيين العرب والمسلمين بعدم تأييد بايدن في الانتخابات القادمة، رغم دعمهم له في 2020.
ومن الصعب تحقيق التوازن بين الفصيلين الديمقراطيين، وسيحتاج بايدن إلى إقناع بعض الناخبين اليساريين الذين انتقدوا دعمه لإسرائيل.
وفي الوقت الذي تتركز الانتقادات على عمر بايدن وقدرته على التعامل مع ضغوط منصب الرئيس، كانت نقطة الضعف الرئيسية بالنسبة لكارتر هي قلة خبرته السياسية، مما أثار مخاوف من أن تفاقم الأزمات الخارجية فوق طاقته.
وقد يكون أفضل سيناريو لبايدن حاليا هو أن تقضي إسرائيل على حماس دون أن يتسع نطاق الحرب وأن تنتصر أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وفي هذه الحالة يمكن أن يفوز في الانتخابات.
وفي كل الأحوال يحتاج بايدن إلى إقناع الأمريكيين بأنه مؤهل للمنصب، وإذا كانت رسالته واضحة حتى الآن فإن أفعاله يجب أن تكون أعلى صوتا من الكلمات.