أطلق سالم عبدالله الكعبي، مخترع وفنان تشكيلي، من خلال مشاركته في فعاليات «مهرجان العين للكتاب 2023» عملاً فنياً أطلق عليه اسم «ذكريات المطر»، وهو عبارة عن تجربة فريدة تجمع بين الفن والحياة، وتدور فكرة العمل حول استعادة أهالي منطقة العين الخضراء مع بدء موسم الشتاء أجمل ذكرياتهم من خلال هطول زخات المطر على الصخور التي تتلون بفعل المياه الجارية لتنتج رائحة عطرية.
واستعان الكعبي في إخراج هذا العمل الذي صنعه بيده بمصممة العطور منيفة سليمان عن طريق استخراج الرائحة المضافة من الصخور والأتربة والأملاح. ليعيش الزائر لركن «ذكريات المطر» تجربة جميلة واستثنائية تجمع بين زخات المطر، وتلون الصخور التي تنبعث منها رائحة عطرية.
تجربة خيالية
وفي هذا الإطار قال سالم عبدالله الكعبي في تصريح صحفي إن العمل الفني الذي أشارك به حالياً في مهرجان العين للكتاب عبارة عن تجربة خيالية علمية مستوحاة من هطول الأمطار على منطقة العين، وهو عمل فني تركيبي، بحيث يحاكي العمل جميع الحواس لدى الزائر، ليعيش تجربة فريدة من نوعها بمشاهدة سقوط الأمطار على الصخور الرملية، وتفاعلها الكيميائي من خلال تغير ألوان الصخور بدرجاتها المختلفة.
وأريد التنويه بأن دراسة هذا العمل قد استغرقت عاماً وأربعة أشهر قبل البدء بمرحلة التنفيذ. وفي كل يوم من أيام المهرجان تبدأ عملية تغير لون الصخور مع مرور الوقت وذلك من خلال زخات المطر المتساقطة عليها.
تفاصيل
وأضاف الكعبي: لقد تم جمع أكثر من 5 أطنان من الصخور الرملية من منطقة العجبان، وهي مخلفات حفريات العزب والمزارع وإعادة تدويرها بطريقة فنية، كما تم تطوير حساسات لنزول المطر وتبدأ التجربة بدخول الزائر في غرفة العمل الفني، وبمجرد انتهائه من التجربة يتوقف نزول المطر. وأكد أن العمل الفني يحتوي على تفاصيل عديدة من أهمها التقنيات المستخدمة في العمل التركيبي، لاسيما تلك التي تُستخدم في ضخ المواد الكيميائية من الأسقف وذلك من خلال المستشعرات البرمجية.
وتقنيات أخرى تُستخدم في إنشاء الضباب أسفل الصخور وتعمل بتقنية الموجات الصوتية، وأخرى لتوزيع رائحة عطرية مستوحاة من العمل نفسه وقد تم تصميم الرائحة من خلال مصممة العطور السعودية منيفة السليمان. منوهاً بأنه قد تمت عملية ترجمة صوت المطر من خلال ألحان ومؤثرات صوتية، كما تم استخدام إضاءة خاصة لتجميع الضوء على الصخور فقط.
فرصة
يأتي معرض «ذكريات المطر» بدعم من مركز أبوظبي للغة العربية، ويعد فرصة رائعة للمهتمين بالفن الحيوي، والاستدامة لاكتشاف الإبداعات الفنية الفريدة. ويعتبر سالم الكعبي أول فنان تشكيلي في منطقة الخليج متخصص في مجال الفن الحيوي الذي يستخدم الأنسجة الحية ووسائط البكتيريا والعلوم الوراثية والعمليات الحيوية كأدوات فنية بديلة للريشة والألوان التقليدية.