يوفر مهرجان «أيام الشندغة» برنامجاً غنياً بالتجارب الثقافية والعروض الفنية والتراثية، التي تعيد تمثيل وتجسيد شكل الحياة التقليدية في دبي، وتعمق علاقة الجمهور بالتراث وتزيد معرفته بتفاصيل «حي الشندغة» التاريخي وإمكاناته.
تناغم
يأتي هذا في تناغم مع التزام هيئة الثقافة والفنون في دبي، «دبي للثقافة»، الهادف إلى صون التراث والمحافظة عليه وتعزيز قوة السياحة الثقافية في دبي. يمتد المهرجان، الذي انطلق أول من أمس (24 نوفمبر الجاري) حتى الثالث من ديسمبر المقبل، في ما يصل إلى عشرة أيام إبداعية متوجة بعروض «أبو الفنون».
وتقدم «أيام الشندغة»، ولعدة أيام «طوي غبيشة»، وهو عرض مسرحي غنائي، يقدم في الساحات العامة، وفيه تمتزج أشعار الشاعر الكبير الماجدي بن ظاهر وأغاني فن السامري والخماري والفجري، عائلة الفنون الغنائية الإيقاعية، التي شاعت في منطقة الخليج، وتميزت بموسيقاها الرومانسية.
«البيان» التقت الفنان مرعي الحليان، مؤلف ومخرج العمل المسرحي «طوي غبيشة»، فقال: العرض يعتمد على المفردة الشعبية المحلية في لهجتنا، ويستعيد أشعار الماجدي بن ظاهر، ويركز على الغناء الحي، وهي اختيارات من الموروث الغنائي الإماراتي والخليجي، مثل فن الفجري والسامري والخماري والنهمة البحرية، خصوصاً وأن شعار فعاليات مهرجان الشندغة التراثي هذا العام هو «الموروث البحري». وقد اخترنا هذا العرض لأنه مناسب للهواء الطلق، ويحقق تفاعليه مع جمهور الساحات.
قرية ساحلية
يقوم عرض «طوي غبيشة» على حكاية متخيلة، تتناول قصة قرية ساحلية نائية، يعتمد فيها سقايي الماء «الكندرية» على بئر وحيدة، يتكسبون منها رزقهم، من خلال نقل المياه منها إلى بيوت الأهالي، وإلى السفن التي تمر بمينائها. ولأن أهالي القرية يعيشون منذ زمن طويل كأسرة واحدة، فإن طمع البعض وجشعهم يدفعهم إلى محاولة الاستحواذ على البئر عبر حيلة يدبرونها. على الجانب الآخر، يسعى الفتى «شواف» والفتاة «غبيشة» إلى كشف الخديعة التي أوقع فيها الرجل الجشع «أبو الهايات» أهالي القرية، حينما ادعى أن بئر القرية سقطت فيها أفعى وسممته.
يتسم العرض بكوميدياه الشعبية النابعة من بساطة الشخصيات وطريقة تعاملها مع الأحداث. ولهذا يوفر عرض «طوي غبيشة» متعة مشاهدة يمتزج فيها الأداء التمثيلي بالأداء الغنائي المتنوع.
أدى الأدوار في العرض كل من الفنانين: مرعي الحليان، حسن يوسف، مبارك خميس، محمد إسحاق، ربيع الجربة، السادات حمد، عهود الجسمي، يعقوب الياسي ومشاركة الوجه الجديد سارة الأمين والطفلة ريم، والمؤثرات الضوئية إبراهيم حيدر، تأليف وإخراج مرعي الحليان وإدارة الإنتاج: خديجة العبدولي.