تطرح رواية “الزيروويت” للكاتب التونسي نبيل قدّيش مسألة العدالة الاجتماعية في تونس من خلال تسليط الضوء على فئة المهمّشين الذين “ظلمتهم دولة الاستقلال” وعاشوا الحرمان من أبسط المرافق والخدمات.
وصدرت الرواية مؤخرا عن دار “مسكلياني للنشر والتوزيع” في طبعة تونسيّة جديدة، حيث يتعقّب الكاتب من خلالها الوضع في منطقة الشمال الغربي لتونس، الذي يقع في أسفل ترتيب مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
ويتخذ العنوان إشارة رمزية إلى هذه المنطقة “الزيروويت” (أي الصفر ثمانية) وهو رمز الهاتف المستعمل في محافظات باجة وجندوبة والكاف، وهي محافظات الشمال الغربي الثلاث، وكثيرا ما تُستعمل هذه العبارة في العامية التونسية للإشارة إلى سكان هذه المنطقة، ويعتبر حقوقيون أنّ فيها كثيرا من الإجحاف والاحتقار تجاه هذه المنطقة وكأنها ليست تابعة لتونس.
وكتب القاصّ التونسي الأسعد بن حسين معلّقًا على الرواية: “غريبة هذه الرواية غرابة الحكايات الناسجة لأحداثها، ووجه غرابتها ليس لكونها من جنس أدب الخيال العلمي، أو العجيب، بل لعمق ارتباطها بالواقع، حتى لنشكّ في أن مؤلفها لم يقم بنسجها تخييليًّا، بل اكتفى بتصوير الواقع تصويرًا يكاد يكون فوتوغرافيًا تسجيليًا، وتلك المخاتلة الكبرى في هذه الحكاية السردية”.
ويضيف الناقد: “إنها رواية قريبة منك، أحداثها من تلك التي تقع في مدننا وقرانا كل يوم، وشخصياتها من تلك التي تتجول بيننا في أحيائنا الشعبية، تبث ظرفها ورعبها ومواجعها في الفضاء العام… شخصيات تذكرك بأخرى شبيهة بها حيثما كنت في هذه البلاد، لا في شمالها الغربي فقط” الذي أشير إليه هنا بعبارة “الزيروويت”.
ونبيل قدّيش هو قاصّ وروائيّ وصحافي تونسي صدرت له مجموعتان قصصيّتان، وأربع روايات، وحصل على جائزة “الكتام آر” في القصّة، وجائزة الكومار الذهبي فرع الرواية، كما حصل أيضًا على منحة الصندوق العربي للفنون “آفاق” لكتابة الرواية، وشارك في ندوة “البوكر” ضمن فريق أفضل 8 كتاب شباب عرب سنة 2017.
وصدر له في القصة القصيرة مجموعة “العبث مع نيتشه”، والتي فازت بجائزة “الكتام آر” التقديرية لأفضل المجموعات القصصية التونسية عام 2014، فيما حازت روايته الأولى “زهرة عباد الشمس” على جائزة الكومار الذهبي صنف الروايات البكر عام 2015، كما وصلت روايته “شارلي” القائمة القصيرة لأفضل الروايات التونسية في معرض تونس الدولي للكتاب عام 2016.