أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم “الإثنين” أنه يجري حالياً سحب آلاف الجنود الإسرائيليين من قطاع غزة، في أول انسحاب كبير للقوات منذ بدء الحرب مع استمرار القوات في الهجوم على المدينة الرئيسية في النصف الجنوبي من القطاع.
قد يشير تحرك القوات إلى تراجع الأعمال القتالية في بعض مناطق غزة، خاصة في النصف الشمالي حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه على وشك فرض سيطرته العملياتية.
وتتعرض إسرائيل لضغوط من حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة للبدء في التحول إلى قتال أقل حدة.
جاءت أنباء الانسحاب قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمنطقة وبعد أن تجاوزت إدارة الرئيس بايدن الكونغرس للمرة الثانية هذا الشهر للموافقة على بيع أسلحة طارئة لإسرائيل.
لكن القتال العنيف استمر في مناطق أخرى من غزة، خاصة مدينة خان يونس الجنوبية والمناطق الوسطى من القطاع.
كانت إسرائيل تعهدت بالمضي قدما حتى تتحقق أهدافها الحربية، ومنها تفكيك حركة حماس.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “الإثنين” إنه سيتم سحب خمسة ألوية، أو عدة آلاف من الجنود، من غزة في الأسابيع المقبلة للتدريب والراحة.
وفي مؤتمر صحفي “لأحد” أعلن لأول مرة عن انسحاب الجنود دون تحديد عدد القوات التي ستغادر، لم يوضح المتحدث باسم الجيش الأدميرال دانييل هاغاري ما إذا كان القرار يعني أن إسرائيل ستبدأ مرحلة جديدة من الحرب.
وقال “أهداف الحرب تتطلب قتالا طويل الأمد، ونحن نستعد وفقا لذلك”.
وتعهدت إسرائيل بسحق القدرات العسكرية لحماس وقدرتها على الحكم في حربها، التي أشعلها هجوم الحركة المسلحة في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، وأخذ ما يقرب من 240 شخصا كرهائن.
وردت إسرائيل بهجوم جوي وبري وبحري عنيف أدى إلى مقتل أكثر من 21800 شخص في غزة، ثلثيهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وتقول إسرائيل إن أكثر من ثمانية آلاف مسلح قتلوا دون تقديم أدلة. وتلقي باللوم على حماس في ارتفاع عدد القتلى المدنيين، قائلة إن المسلحين يتحصنون داخل المناطق السكنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات.
شردت الحرب حوالي 85 بالمائة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ما أدى إلى ارتفاع عدد الذين يبحثون عن مأوى في المناطق الآمنة التي حددتها إسرائيل والتي قصفها الجيش مع ذلك. ويشعر الفلسطينيون بأنه لا يوجد مكان آمن في هذا القطاع الصغير.