الشعر لغة الروح وبيان الحكمة، ولا تزال الكلمة تخترق القلوب ما دامت قوية أصيلة نابعة من إحساس عميق، وثقافة واسعة وبلاغة آسرة، والشعر هو الكلمة في الأغنية والعتاب والحب والغياب والعتمة والكثير من التفاصيل، التي خلدها بين سطوره على مد العصور، وتغنى به العرب منذ القدم، وتفاخروا به ولا يزالون.
ولا تزال الإمارات تهتم بالشعر والشعراء بمختلف الطرق والوسائل حتى باتت قبلة لصانعي الكلمة ومحبي النظم والقوافي، ففيها العديد من مهرجانات الشعر، والبرامج الخاصة به والمسابقات والأمسيات، التي تشكل بيئة خصبة للشعراء من مختلف أنحاء الوطن العربي، ومن خلال تلك الفعاليات يسطع اسمهم عالياً في سماء الكلمة.
تجربة
وفي مجال اهتمام الإمارات بالشعر والشعراء أكد الشاعر العراقي خالد الحسن أن هذا البلد الجميل بات بمثابة «عكاظ» الشعراء، فلا يوجد اليوم شاعر تكتمل تجربته الشعرية والأدبية الحقيقية والصحيحة دون أن يكون له موطئ قدم في الإمارات، هذا البلد العظيم والمعطاء في كل شيء وبخاصة في مجال الثقافة والفن والأدب والشعر.
وأضاف: نحن كعرب نشأنا على حب الشعر ونظمه والاستمتاع بسماعه، والإمارات بلد يرسخ هذه العادات والقيم بشكل واضح خاصة أننا في البلدان العربية بتنا مشغولين بأمور أخرى غير الشعر والأدب بكل أسف، إلا أن الإمارات تعطينا الأمل دائماً بغد مزدهر للشعر، خصوصاً في ظل الجهود الكبيرة، التي تقدمها الدولة لكافة الشعراء ومحبي الشعر من مختلف الأنحاء، وتوفير الجو الثقافي والبيئة الخصبة لنموه وامتداده، فبات لدينا أمل كبير في أن يعود الشعر مؤثراً في المجتمعات، وله صوت مسموع كما كان في السابق، ونشكر الإمارات لكل ما تقدمه لنا، وبات الشعراء يقصدون الإمارات من كل بقاع الأرض.
قيمة ونهج
الشاعرة الإماراتية نجاة الظاهري قالت: نعيش الآن في مرحلة ذهبية للشعر والشعراء، والإمارات أثبتت أن هذا العصر ليس فقط عصر الرواية والأدب، بل عصر الشعر أيضاً، ونحن محظوظون في الإمارات بأن لنا قادة شعراء، بدءاً من الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وما زلنا تحت ظل قادة شعراء يبنون هذه الدولة، ويؤسسون نهجاً ومسلكاً واضحاً للشعر.
وأوضحت أن اهتمام الإمارات بالشعراء لم ينحصر على أبنائها فقط، بل امتد لكافة أنحاء الوطن العربي، وباهتمامها المتزايد بهذا المجال انتقل الشعر من بين دفات الكتب والأوراق ليصبح واقعاً يعيش بين الناس وبالقرب منهم سواء من خلال المسابقات المخصصة للشعر أو مختلف البرامج التلفزيونية والمسموعة وغيرها الكثير، وكل عام نرى تجديداً في هذه البرامج المخصصة للشعر، ما يدفعنا لمنافسة أكبر وللعمل بشكل أوسع لنبقيه حاضراً بين متابعيه ومحبيه.
الشاعر اليمني عمر المقدي قال: نشأتي الشعرية الحقيقية كانت في الإمارات، وتبلورت من خلال مشاركتي في برنامج «أمير الشعراء» في أبوظبي، خلال العام الماضي، وشاركت في أمسية شعرية بمكتبة محمد بن راشد بدبي، برفقة مجموعة من الشعراء أيضاً، وبهذا لا يمكننا سوى الاحتفاء بالشعر كما يحتفي بنا أهل الشعر ومحبوه.
وأضاف: في الإمارات يتم الاهتمام بنا في مختلف المحافل المخصصة للشعر وعشاقه، وبمنافسة تدفعنا لكتابة الأجمل، وبلا شك فإن دولة الإمارات تولي الشعراء والشعر اهتماماً كبيراً وتقدم فرصاً ذهبية لهم، وأستطيع أن أقول إننا أتينا إلى الإمارات نبحث عن ذواتنا، وعدنا ونحن نحمل كل شيء من الإمارات الحبيبة.
قبلة المثقفين
الشاعرة السورية دانا أبو محمود أكدت أن الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بالمجالات الثقافية والأدبية، وحسب رأيها فهي قبلة المثقفين العرب، خاصة أن الاهتمام يأتي من قبل مؤسسات الإمارات، التي تقدم العديد من الفرص للشعراء للانطلاق والتعبير عن أنفسهم والظهور أيضاً، وتفتح لهم أبواب الإبداع على مصراعيه سواء من خلال البرامج التلفزيونية المتخصصة أو الأمسيات الشعرية والمهرجانات الثقافية والأدبية، التي تنظمها على مدار العام، ودائماً هناك تطوير بطريقة طرحها ومحتواها.