تسعى بروكسل جاهدة لتجنب التورط في حرب تجارية بين واشنطن وبكين، خاصة بعد فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية جديدة على البضائع الصينية.
مخاوف من تحول الشحنات نحو أوروبا:
ويتوقع المسؤولون الأوروبيون أن تؤدي الرسوم الجمركية الأمريكية إلى تحول الشحنات من الصين إلى أوروبا، مما قد يؤدي إلى تفاقم العجز التجاري الأوروبي مع الصين، الذي بلغ 290 مليار يورو عام 2023.
وتُعدّ أوروبا السوق المتقدمة الكبيرة المتبقية ذات التطلعات الخضراء، مما يجعلها سوقًا حيوية للمصدرين الصينيين لمنتجات الطاقة النظيفة.
سعي أوروبا لحماية صناعتها:
وقد تسعى المفوضية الأوروبية لحماية صناعة التقنيات الخضراء المحلية من نظيراتها الصينية الرخيصة، كما اتخذ الاتحاد الأوروبي أخيرًا إجراءات أكثر قوة ضد الشركات الصينية، بما في ذلك:
اقتحام شركة نوكتيك المصنعة لمعدات المسح الضوئي خلال تحقيق في مكافحة الدعم.
إجبار مقدمي العطاءات الصينيين على الانسحاب من عقود تتعلق بمحطات الطاقة الشمسية والقطارات.
تحذير بكين من تقييد وصولها إلى سوق الأجهزة الطبية في الاتحاد الأوروبي.
معضلة التوافق مع قواعد منظمة التجارة العالمية:
حيث تُعاني بروكسل من صعوبة فرض إجراءات حماية تجارية قوية دون انتهاك قواعد منظمة التجارة العالمية، وقد يؤدي انتهاك قواعد منظمة التجارة العالمية إلى تفاقم الوضع، مما يؤثر سلبًا على جميع الأطراف، وتُقلّل المحللة يانمي شيه من أثر تدابير الحماية التجارية المتوافقة مع منظمة التجارة العالمية التي يستطيع أن يفرضها الاتحاد الأوروبي، قائلة إنها “لن تضاهي قدرة المصنعين الصينيين الذين أثبتوا جدارتهم في توسيع الإنتاج وخفض التكاليف وابتكار حلول بديلة”.
الاختلافات داخل الاتحاد الأوروبي:
ولا تزال الكتلة تعاني من الانقسام حول اتخاذ إجراءات أقوى ضد الشركات الصينية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المخاوف من الانتقام المحتمل ضد الشركات الأوروبية، وحذر بعض القادة الأوروبيين، مثل المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسن، من فرض رسوم جمركية على السيارات الصينية خوفًا من ردود فعل بكين.
التنسيق مع الولايات المتحدة:
وتسعى بروكسل جاهدة للتنسيق مع الولايات المتحدة لتجنب “اتخاذ إجراءات مختلفة” بشأن فائض الإنتاج الصيني، كما يُشارك الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة مخاوفها بشأن القدرات الفائضة والممارسات التجارية غير العادلة، ويعالجها “من خلال آلياتها الخاصة ووفقًا للوائح منظمة التجارة العالمية”.
مخاوف من عودة ترامب:
هذا وقد يشعر صناع السياسات في الاتحاد الأوروبي بالقلق إزاء السابقة التي أرستها الإجراءات الأمريكية مع احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
فرض ترامب سابقًا رسومًا جمركية على الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي، وألمح إلى توسيع هذه الإجراءات في حال فوزه بالانتخابات المقررة في نوفمبر.