حذر رئيس تايوان الجديد، لاي تشينج تي، في أول خطاب له بعد أداء اليمين الدستورية، من أن “طموحات الصين القائمة منذ فترة طويلة لوضع تايوان تحت سيطرتها ستظل تشكل تهديداً للأمن العالمي حتى إذا خضعت الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي لجميع الشروط المسبقة التي طرحتها بكين”.
وتم تنصيب لاي، خلفاً للرئيسة السابقة تساي إينج ون، في المكتب الرئاسي الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية اليابانية في وسط العاصمة تايبيه.
ودعا لاي، الصين، إلى “وقف الترهيب السياسي والعسكري ضد تايوان” وتحمل المسؤولية لضمان السلام وتخليص العالم من خوف اندلاع الحرب”.
وقال إن “مستقبل تايوان مهم للعالم بقدر أهميته لشعب تايوان”، مشيراً إلى الأهمية الاستراتيجية للجزيرة.
وتابع: “آمل أن تحترم الصين خيارات شعب تايوان، وتختار بحسن نية الحوار بدلاً من المواجهة، والتبادل بدلاً من الاحتواء، وفي ظل مبادئ التكافؤ والكرامة، والانخراط في التعاون مع الحكومة الشرعية التي اختارها شعب تايوان”.
ولكنه حذر المواطنين التايوانيين، من مغبة الأوهام وإظهار عزمهم في الدفاع عن الأمة. وقال: “ما دامت الصين ترفض نبذ استخدام القوة ضد تايوان، فيتعين علينا جميعاً في تايوان أن نفهم أنه حتى لو قبلنا موقف الصين برمته، وتنازلنا عن سيادتنا، فإن طموح الصين في ضم تايوان لن يختفي ببساطة”.
وقال لاي: “اليوم، لا يزال الغزو الروسي لأوكرانيا والصراع بين إسرائيل وحماس، يهزان العالم كله. وتعتبر الأعمال العسكرية للصين والعمليات التكتيكية في المنطقة الرمادية أكبر التحديات الإستراتيجية للسلام والاستقرار العالميين”.
واعترف لاي أيضاً، بالتحديات الداخلية التي يواجهها، بما في ذلك تكاليف الإسكان وتقسيم الثروة وضغوط تكلفة المعيشة. كما تعهد بتحسين البنية التحتية العامة.
وفاز لاي بالرئاسة، لكن الحزب الديمقراطي التقدمي الذي ينتمي إليه، خسر أغلبيته في المجلس التشريعي.
واقترح الرئيس البالغ من العمر 64 عاماً تعزيز التعاون الدولي في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وتغير المناخ والأمن الإقليمي. كما تعهد بمواصلة اتفاقيات الاستثمار الثنائية مع الاتحاد الأوروبي، وهي فكرة أقرها البرلمان الأوروبي بالفعل، لكن المفوضية الأوروبية رفضتها.
وقال لاي: “من خلال الوقوف جنباً إلى جنب مع الدول الديمقراطية الأخرى، يمكننا تشكيل مجتمع عالمي سلمي يمكنه إظهار قوة الردع ومنع الحرب، وتحقيق هدفنا المتمثل في السلام من خلال القوة”.
في الماضي، وصف لاي نفسه بأنه “عامل برغماتي من أجل استقلال تايوان”، لكنه خفف مؤخراً من لهجته، وتحرك بما يتماشى مع موقف الرئيسة السابقة الأكثر اعتدالاً، والذي تمت الإشادة به خلال فترة ولايتها باعتبارها تساعد في الحفاظ على السلام دون استسلام، وفق صحيفة “الجارديان” البريطانية.
في المقابل، قال متحدث باسم الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي دوري، الاثنين: “استقلال تايوان طريق مسدود. وبغض النظر عن الذريعة أو الشعار الذي يستخدمه المرء، فإن الترويج لاستقلال تايوان وانفصالها محكوم عليه بالفشل”.
وقبيل تنصيب لاي، وصف مكتب شؤون تايوان في بكين، الذي يتولى القضايا عبر المضيق “استقلال تايوان والسلام في المضيق… مثل الماء والنار”.
وتحافظ الطائرات الحربية والسفن البحرية الصينية على وجود شبه يومي في جميع أنحاء الجزيرة، وفي الأسبوع الذي سبق مراسم أداء اليمين، كان هناك ارتفاع طفيف في عدد الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار. ولم يكن هناك رد فعل فوري على خطاب لاي من بكين، لكن منصة التواصل الاجتماعي الصينية Weibo قامت بحظر وسم يتعلق بالتنصيب، وفق “جارديان”.
وفي قسم كبار الشخصيات من الحفل، جلس أكثر من 600 شخص في وفود من دول متعددة، بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة واليابان وأستراليا.