شهدت الساحة الشعرية الإماراتية خسارة كبيرة بوفاة الشاعر الكبير ربيع بن ياقوت عن عمر يناهز 96 عاماً، تاركاً إرثاً شعرياً غنيّاً يمتد على مدى عقود. ويُعتبر بن ياقوت آخر شعراء الجيل الأول من شعراء الإمارات، وقد تميز بأسلوبه الفريد الذي مزج بين الحكمة والفكاهة والجمال، مع تركيزه على القضايا الاجتماعية.
مسيرة حافلة بالإبداع:
حيث ولد بن ياقوت في عجمان عام 1928، وبدأ مسيرته الشعرية في سن مبكرة. سافر إلى الكويت في أواخر الأربعينيات، حيث التقى بالعديد من الشعراء البارزين وتأثر بأعمالهم. تميزت قصائده بالبساطة والعمق، مع قدرة فائقة على التعبير عن المشاعر الإنسانية بكل صدق.
شاعر المحبة والتسامح:
واشتهر بن ياقوت بأشعاره التي تدعو إلى المحبة والتسامح، كما برع في كتابة الشعر الفكاهي الذي عالج به قضايا المجتمع بطريقة خفيفة الظل. غنى العديد من الفنانين قصائده، مما ساهم في انتشارها على نطاق واسع.
إرث خالد:
وقد ترك بن ياقوت وراءه إرثاً شعرياً ضخماً، تم جمعه في ديوانين: “ربيع بن ياقوت الجزء الأول” و “ربيع بن ياقوت الجزء الثاني”. كما ساهم في إثراء الساحة الشعرية الإماراتية من خلال مشاركاته في البرامج التلفزيونية والإذاعية والأمسيات الشعرية.
رحيل يترك فراغاً كبيراً:
وأثار وفاة بن ياقوت حزنًا عميقاً في أوساط الشعراء والمثقفين في الإمارات. ونعى العديد من الشخصيات البارزة رحيله، مشيدين بإسهاماته القيمة في الشعر الإماراتي.
كلمات رثاء من زملائه:
سيف السعدي: “عند رحيل الشاعر ترحل مساحة من النور، ويخفت بصيص التأمل، ومنابع الإدهاش يصيبها الجفاف والضمور.. هكذا أرى واقع الشعر بعد أن فقدت الساحة الإماراتية والخليجية شاعرنا ربيع بن ياقوت”.
راشد شرار: “بوفاة ربيع بن ياقوت ستكون الساحة قد خسرت قامة شعرية لا مثيل لها، لقد آلمني كثيراً فراقه”.
راشد المزروعي: “الشاعر رحمة الله عليه يعتبر من أوائل شعراء الإمارات، هو ليس فقط شاعراً فكاهياً، بل هو شاعر حكيم ولديه كلمات وأسلوب جميل ويختار كلمات جيدة”.
فهد المعمري: “كان تأثير شاعرنا الراحل كبيراً على طبقة الشعراء المعاصرين له، وكذلك على الطبقة التي جاءت بعدهم”.
هذا وقد رحل بن ياقوت تاركاً وراءه إرثاً شعرياً خالداً سيبقى حياً في ذاكرة محبيه.