أكدت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، أن المهرجان يقدم سلسلة من الموسيقى الروحية، ويجدد التزامه بالتقاليد المستوحاة من الإيمان المشترك بقيم المحبة والأخوة الإنسانية، عبر تقديمه هذا العام جوقة «كنيسة سيستينا الحبرية» في أبوظبي التي يزيد عمرها على 1500 عام، في أداء هو الأول لها في الشرق الأوسط.
وتابعت: إنه حدث تاريخي مهم في مساقات التبادل الثقافي، والتفاهم بين الأفكار والمعتقدات، مع ما للجوقة برئاسة المونسنيور ماركوس بافان، من تاريخ عريق يبدأ من عصر النهضة، ولما تمثله من رمزية كجوقة كنسية للموسيقى الروحية.
حوار ثقافات
وأضافت: «تحت شعار «إرادة الأمل» انعقدت فعاليات الدورة الـ 21 من مهرجان أبوظبي لعام 2024، واليوم نشهد التجلي الأكثر وضوحاً لهذه الإرادة، بأمل يوحّدنا، وإيمان يجمعنا معاً بالقيم الإنسانية المشتركة ودورها المحوري في استئناف الحضارة وحوار الثقافات سبيلاً لمد جسور التعاون بين الدول وبناء مستقبل أفضل للأجيال».
وأردفت: «يأتي تنظيم حفل «جوقة كنيسة سيستينا الحبرية»، الجوقة العريقة الأقدم في العالم، في بيت العائلة الإبراهيمية، بتقديم مشترك من مهرجان أبوظبي وسفارة الكرسي الرسولي في الإمارات، تجسيداً لمكانة الإمارات في العمل على ترسيخ قيم السلام والتعايش المشترك، وترجمة لمبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التي أُعلنت في الرابع من فبراير العام 2019 بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، وتوقيع مبارك من قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إعلاءً لنداء التلاقي في المساحة الهائلة للقيم الروحية والإنسانية والاجتماعية المشتركة، وشهادة لعظمة الإيمان الذي يوحِّد القلوب ويسمو بالإنسان، ورمزاً للعناق بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب، وبين كل مَنْ يؤمن بأنَّ الله خلقنا لنتعارف ونتعاون ونتعايش كإخوة متحابين».
واستطردت: «نلتقي في رحاب بيت العائلة الإبراهيمية، وما أجملَه من منصة قوية لإلهام التفاهم والقبول، ومنارة للمحبة والتناغم، ومن رمز فريد للاحترام المتبادل والعيش المتناغم بسلام، بين مختلف الديانات، على أرض الإمارات، وما أجلَّهُ من مكان للتعلم والحوار والعبادة!».
وتابعت: كانت أمّتُنا دوماً مضيافة كريمة، مؤمنة بالتنوُّعِ، غنية به، وكان الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تجسيداً استثنائياً لهذه القيم النبيلة الراسخةِ في صميم نسيج هويتنا ودولتنا».
واختتمت: اليوم يقودنا على الدرب ذاته، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي جعلت رؤيته بيت العائلة الإبراهيمية ممكناً، أتمنى أن يعكس هذا الأداء لجوقة كنيسة سيستينا الرائعة، ما نتشاركه من إيمان، وما نسعى إليه من مستقبل أفضل للإنسان، يداً بيد، معاً في العمل، والوعد والأمل».