حذرت موسكو حلف الناتو من تداعيات دعوة رئيسه للسماح باستخدام الأسلحة الغربية لضرب الأراضي الروسية، مؤكدة أن «الجيش الروسي يعرف ما ينبغي عليه فعله»، في وقت سيطر على بلدتين إضافيتين شرقي أوكرانيا.
وانتقد الكرملين أمس، الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ لاقتراحه بأن تدع الدول الأعضاء في الحلف أوكرانيا تشن هجمات داخل العمق الروسي بأسلحة غربية، وقال الكرملين إن من الواضح أن الحلف يخوض مواجهة مباشرة مع روسيا.
وقال ستولتنبرغ لمجلة إيكونوميست إن أعضاء الحلف الذين يزودون كييف بالأسلحة يجب أن يتوقفوا عن حظر استخدامها في ضرب أهداف عسكرية داخل روسيا.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لصحيفة إزفيستيا الروسية «يزيد حلف الناتو من درجة التصعيد».
وذكر أن الحلف «يمزح بالخطاب العسكري ويسقط في النشوة العسكرية»، مضيفاً أن الجيش الروسي يعرف ما ينبغي فعله. وعند سؤاله عما إذا كان الحلف يقترب من مواجهة مباشرة مع روسيا رد بيسكوف «هم لا يقتربون، هم في غمار ذلك».
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن ستولتنبرغ، تجاوز صلاحياته. وقال في مقطع فيديو له نشر على موقع «تلغرام»: «أشك في أن الأمين العام يستطيع تحمل مثل هذه المسؤولية، والتحدث باسم أعضاء الحلف؛ وأعني، عندما يتم مناقشة الموضوع بالنسبة لهم داخل الناتو، وليس على مستوى الأمانة العامة والأمين العام، ولكن داخل الحلف، حيث الدول الأعضاء، وهو ينفذ إرادتها. أعتقد أنه تجاوز صلاحياته».
رجل خطير
في روما، وصف وزير النقل والبنية التحتية الإيطالي ونائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني، الأمين العام لـ «الناتو»، بأنه «رجل خطير» بعد دعواته للسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية لمهاجمة الأراضي الروسية، كما نقلت وكالة «سبوتنيك». وفي وقت سابق، قال سالفيني، الذي يرأس أيضاً «حزب الرابطة»، إن على ستولتنبرغ أن يعتذر أو يستقيل.
ونشر الحزب مقطع فيديو لخطاب سالفيني في نابولي، الذي جاء فيه إن «هذا الرجل خطير لأن الحديث عن حرب عالمية ثالثة وعن أسلحة غربية وأوروبية وإيطالية قادرة على الضرب والقتل داخل روسيا، يبدو لي خطيراً جداً ومتهوراً، لذا فليوقفه من يستطيع».
وأعربت الحكومة الألمانية عن استمرار معارضتها لفكرة إنشاء درع دفاعية ضد الغارات الجوية الروسية على غرب أوكرانيا من داخل أراضي الحلف. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشترايت، في برلين أمس: «هذا، من وجهة نظرنا، سيكون مشاركة، مشاركة مباشرة في هذا الصراع، وهذا شيء لا نسعى إليه».
دعوة زيلينسكي
في مدريد، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس، الغرب إلى «إرغام» موسكو على السلام «بكل الوسائل» فيما تطالب كييف بالتمكن من استخدام أسلحة غربية لضرب الأراضي الروسية. وقال خلال مؤتمر صحافي في مدريد إلى جانب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز «جنودنا يدافعون عن أنفسهم أمام الهجوم الروسي، ولهذا السبب يجب أن نكثف عملنا المشترك مع شركائنا لتحقيق المزيد: الأمن وإرغام روسيا بشكل ملموس على السلام بكل الوسائل».
وفي نفس الوقت، عبر زيلينسكي عن رفضه فكرة دعوة روسيا إلى «قمة السلام» في سويسرا. بموازاة ذلك، أعلنت روسيا أن قواتها سيطرت على قريتين جديدتين في شرق أوكرانيا، واحدة في منطقة دونيتسك والثانية في منطقة خاركيف. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات «حرّرت قرية نتايلوف في منطقة دونيتسك» و«إيفانيفكا في منطقة خاركيف».