شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، الاثنين، على أن “مصر واضحة في رفضها للوجود الإسرائيلي في معبر رفح” الحدودي مع قطاع غزة، معتبراً أنه “من الصعب أن يستمر معبر رفح في العمل دون إدارة فلسطينية”.
وأكد شكري، خلال مؤتمر صحافي في مدريد مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألفاريس، أن “الوجود العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة مرفوض من مصر والغالبية العظمى للمجتمع الدولي”، مشيراً إلى أن “معاهدة السلام مع إسرائيل مستقرة على مدى أربعة عقود وبها آليات لمواجهة أي خروقات أو مخالفات لبنودها، ويجب على الجميع التصرف بمسؤولية للحفاظ عليها”.
وأضاف: “تظل (المعاهدة) قاعدة راسخة للأمن والاستقرار في المنطقة، وعلى الكافة مراعاة واتخاذ الإجراءات بشكل فيه مسؤولية للحفاظ على هذه المعاهدة الهامة وبالتأكيد هذه المعاهدة يجب احترامها واحترام بنودها ومصر دائما تعزز من آثارها الإيجابية”.
وبشأن تطورات الحرب الإسرائيلية على غزة، أشار وزير الخارجية المصري، إلى أن التصريحات المبدئية لحركة “حماس” تدل على أنها تلقت المقترح الحالي لصفقة التبادل بشكل “إيجابي”، وننتظر رد إسرائيل.
وشدد شكري على أن “قضية غزة تؤرقنا جميعاً لما أتت به من أضرار إنسانية بالغة”، معبراً عن تطلعه إلى حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.
وكانت مصر احتضنت اجتماعاً شارك فيه مسؤولون إسرائيليون وأميركيون، للبحث في إعادة فتح معبر رفح جنوب قطاع غزة، وتمسكت مصر بموقفها بضرورة انسحاب إسرائيل من الجانب الفلسطيني من المعبر، حتى يتم استئناف تشغيله.
وجدّدت مصر خلال الاجتماع “تمسكها بموقفها الثابت بضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني للمعبر، حتى يتم استئناف تشغيله مرة أخرى”، حسبما نقلت مصادر مصرية مسؤولة.
وأضاف المصادر، أن الوفد الأمني المصري أكد “مسؤولية إسرائيل الكاملة عن عدم دخول مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية لقطاع غزة”، مشدداً على “تمسك الوفد المصري بضرورة العمل الفوري لإدخال ما لا يقل عن 350 شاحنة مساعدات للقطاع يومياً تشمل جميع المواد اللازمة سواء غذائية أو طبية أو وقود”.
ووصف مصدران أمنيان مصريان الاجتماع، بأنه “كان إيجابياً، على الرغم من عدم الاتفاق على إعادة فتح المعبر”، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز” التي ذكرت أن الوفد المصري أشار إلى أنه “منفتح على وجود مراقبين أوروبيين على الحدود للإشراف على عملية تشغيل السلطات الفلسطينية للمعبر إذا وافقت السلطات على استئناف العمل”.
ولفت المصدران، إلى أن “المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين أكدوا أنهم سيعملون سريعاً على إزالة العقبات التي تعترض تشغيل المعبر”.
وسيطرت القوات الإسرائيلية على المعبر في عملية برية أطلقتها في 7 مايو الماضي، في مدينة رفح الواقعة في جنوب قطاع غزة والمحاذية لمصر.
وتقدّمت القوات الإسرائيلية نحو وسط رفح، فيما نزح حوالى مليون شخص من المدينة إلى منطقة المواصي الساحلية التي تصنفها إسرائيل على أنها “منطقة إنسانية” لاستقبال النازحين، غير أن هيئة الأمم المتحدة تؤكد أنه لم يعد هناك مكان آمن في القطاع الذي نزحت غالبية سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
ويشكل المعبر بوابة أساسية لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر.
ومذّاك الحين، تتبادل مصر وإسرائيل الاتهامات بمنع وصول المساعدات، إذ ترفض السلطات المصرية إدارة المعبر بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي.