تعد الفنون الأدائية في دبي، من أهم المسارات المعاصرة لنشر الثقافة والإبداع المعرفي، ووسيلة للتواصل الإنساني والحضاري بين الثقافات، وطرح العديد من القضايا المجتمعية والعالمية، وإحدى أهم القنوات الإيجابية لطرح الأفكار والتعبير عن مكونات الهوية الوطنية وتاريخها الحضاري، إلى جانب أنها توثق التراث الحضاري للشعوب.
تعزيز تواصل
وحول أهمية الفنون الأدائية في تعزيز الثقافة المجتمعية والمعرفية، تقول فاطمة الجلاف، مدير إدارة الفنون الأدائية بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»: «تعتبر الفنون الأدائية جزءاً أساسياً من التراث الثقافي والحضاري للإنسان، وتسرد قصصاً من تاريخ الشعوب أيضاً، كونها تعكس تعبيراً فريداً للمشاعر والأفكار عبر تقنيات الفنون الأدائية وقطاعاتها المختلفة والمتمثلة في العروض المسرحية والفنون الشعبية وكذلك فنون الرقص والتعبير الأدائية، إلى جانب الموسيقى التي هي من أهم مسارات وركائز تعزيز التواصل الإنساني، وتعميق الفهم بين الثقافات المختلفة كونها تمتلك تأثيراً إيجابياً يخاطب مشاعر وفكر الجمهور المتلقي من واقع الحياه اليومية والأحداث المجتمعية المحيطة». وأكدت أن دبي تعزز حضور الفنون الأدائية وتحفز المبدعين من مختلف الثقافات على ممارستها، ما يؤدي إلى التقارب بين الأفراد وتبادل التجارب والخبرات.
توثيق قيم
وفيما يتعلق بأهمية الفنون الشعبية الإماراتية في الحفاظ على الموروث الثقافي والفني، يقول الفنان عبد الله صالح، أمين السر بجمعية دبي للفنون الشعبية: «الفنون الأدائية والشعبية تعد عنصراً حيوياً في تراث الثقافات والمجتمعات بشكل عام، حيث تمثل جزءاً مهماً من هويتهم وتاريخهم الفني، تتميز الفنون الأدائية بأنها تعبر عن تجارب وثقافات إنسانية تنقلها سرديات القصص والمواقف، خاصة في عصر العولمة والتكنولوجيا الحديثة، ومن هنا تبرز أهمية جمعية دبي الفنون الشعبية ودورها في توثيق القيم والتقاليد المتوارثة من فنون وموسيقى وأداء حركي وصوتي، وذلك بهدف تعزيز الوعي بالتنوع الثقافي والاحترام المتبادل بين الأفراد، إلى جانب ذلك، تلعب الفنون الشعبية دوراً مهماً في تأثيرها على الفنون الأدائية المعاصرة كونها تمثل مصدر إلهام للفنانين والمبدعين في خلق أعمال فنية جديدة تجمع بين التقاليد الشعبية، وتستوحي من روح وتقنيات الفنون الشعبية».
تأثير إيجابي
وتقول شارميلا كامتي منتجة الفنون الأدائية: «تمثل الفنون الأدائية على مختلف قطاعاتها قيمة إنسانية ومعرفية في مجتمع دبي المعاصر الذي يدرك أهميتها الثقافية ودورها في تعزيز الهوية والانتماء وروابط الأخوة والقيم الإنسانية بين مختلف الجنسيات التي تعيش على أرضها، من واقع حتمية التبادل الثقافي وتأثيراتها الإيجابية والاستثنائية التي نشهدها في إمارة دبي من خلال المشروعات الفنية والمبادرات التي تشرف عليها الهيئات والمؤسسات الثقافية المختلفة، والتي تتبنى أطروحاتها عروضاً ملهمة تلامس قلوب المشاهدين وتثير مشاعرهم، هذا كله يسهم في بناء جسور تقارب بين الشعوب والثقافات».
تجارب إنسانية
ويؤكد الممثل والمخرج الإماراتي سلطان بن دافون، أن صناعة الأفلام والتمثيل بشكل عام من أهم قطاعات الفنون الأدائية عبر المشروعات المحلية التي تسهم دوماً في طرح موضوعات تناقش قضايا المجتمع، حيث تعد وسيلة للتعبير الفني والابتكار، وتشجع على النقاش وتحفز التفكير النقدي.
ويضيف: «الفنون الأدائية قادرة على جذب الانتباه وإثارة العواطف عبر أعمال تدعم حضور المواهب الفنية سواء في التمثيل أو الإخراج، وكذلك الموسيقى والفنون الراقصة لابتكار عمل متكامل ينقل تجارب جيل اليوم من نطاق المحلية إلى العالمية وقادر على التواصل والتأثير، وتعزيز الهوية الوطنية ومشاركة المنجز الثقافي المواكب لعمق تجربته الإنسانية وتاريخه المتوارث عبر الأجيال، وذلك من خلال تقديم عروض مسرحية تاريخية أو عروض رقص تقليدية أو أداء موسيقي تقليدي