صورةٌ بسيطة، مشهدٌ عادي، قد يراه المرء آلاف المرات دون أن يلتفت إليه، لكنّ سياقه ومكانه يمنحانه دلالاتٍ عميقةً تُلامس المشاعر وتُجسّد معاني البطولة والصمود.
مقاتلٌ من سرايا القدس، في خضمّ معركةٍ ضاريةٍ ضدّ قوات الاحتلال الإسرائيلي، يضع قدمًا على قدمٍ، ويرتشف رشفةً من قهوة الصباح، تاركًا خلفه مشهدًا يُعبّر عن أسمى معاني الصمود والثبات واليقين.
قهوةٌ على وقع القذائف:
“القهوة لا تُشرب على عجل، القهوةٌ أخت الوقت تُحْتَسى على مهل، القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة، القهوة تأمّل وتغلغل في النفس وفي الذكريات”.
هذه الكلمات التي يتداولها عشاق القهوة، اكتسبت معنىً جديدًا في يدّ هذا المقاتل. ففي خضمّ المعركة، حيث الموت يهدد في كلّ لحظة، يرتشف قهوته بهدوءٍ وراحةٍ، وكأنّه في جلسةٍ هادئةٍ مع أصدقائه.
رمزٌ للصمود والتحدّي:
انتشر المشهد على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، حاملًا معه رسالةً قويةً للعالم أجمع. ففي هذه الصورة، يُجسّد المقاتل الفلسطيني معاني الصمود والثبات والإيمان الراسخ.
بقدمين حافيتين، وبنطالٍ مُشمّرٍ عن ساق القوة والعزيمة، يقف هذا البطل حاملاً سلاحه، مُستعدًّا لمواجهة العدوّ بكلّ بسالةٍ وشجاعة.
قهوةٌ تُغيظ العدوّ:
مع كلّ رشفةٍ من قهوته، يُرسل هذا المقاتل رسالةً تُغيظ العدوّ وتُثبّت له أنّ الشعب الفلسطيني لا يمكن هزيمته.
فمهما طال أمد الحرب، ومهما بلغت التضحيات، سيظلّ المقاتلون الفلسطينيون صامدين، مُتمسّكين بأرضهم وحقّهم في الحرية.
صورةٌ تُلهم الأجيال:
إنّ صورة هذا المقاتل الفلسطيني وهي تحتسي قهوتها في خضمّ المعركة، ستظلّ محفورةً في ذاكرة الأجيال.
فهي صورةٌ تُلهم الأمل وتُؤكّد على أنّ النصر آتٍ لا محالة، وأنّ الشعب الفلسطيني قادرٌ على تحرير أرضه وتحقيق حلمه في إقامة دولته المستقلة.