يأخذنا الطبيب والمستشرق الفرنسي أدولف مارسيه في رحلة إلى عوالم مراكش الغنية بالدهشة والجمال، وذلك من خلال كتابه “مراكش: رحلة بعثة فرنسية إلى بلاد السلطان” الذي صدر مؤخرًا عن دار نوفل: هاشيت أنطوان بالتعاون مع المركز الثقافي العربي.
يُقدم الكتاب لمحة عن المغرب في القرن التاسع عشر، تلك الدولة المستقلة التي كانت تحكمها ولايات شاسعة يقودها سلطان، بينما كانت باقي الدول العربية خاضعة للحكم العثماني.
يروي مارسيه تفاصيل رحلته التي قام بها عام 1882 ضمن بعثة دبلوماسية فرنسية إلى بلاط السلطان لتقديم أوراق اعتماد السفير الفرنسي الجديد في طنجة.
ببراعة لغوية فائقة، وبنظرة المستشرق المُبهر، وبأسلوب الكاتب المُتفحص، يُصوّر مارسيه المدن المغربية بكل تفاصيلها، ويُحلّل العادات والتقاليد، ويُسجّل الديناميات الاجتماعية والبروتوكولات السياسية بدقةٍ مُتناهية.
يُعدّ كتاب “مراكش: رحلة بعثة فرنسية إلى بلاد السلطان” وثيقة تاريخية هامة تُتيح للقارئ فرصة التعرّف على المغرب في حقبة زمنية غنية بالأحداث، كما يُشكّل مرجعًا قيّمًا للباحثين والمُهتمين بالتاريخ والثقافة المغربية.
يُثري الكتاب ترجمة مصطفى الورياغلي الجميلة التي نجحت في نقل شحنات النصّ الأصلي إلى العربية بأمانةٍ وإتقان، ممّا يُضفي على قراءة الكتاب متعةً إضافية.
إن كنت من مُحبيّ التاريخ، أو من شغوفين باكتشاف عوالم جديدة، أو من المهتمين بالثقافة المغربية، فإنّ كتاب “مراكش: رحلة بعثة فرنسية إلى بلاد السلطان” هو إضافةٌ قيّمةٌ لمكتبتك.
لا تفوّت فرصة الغوص في رحلةٍ مُثيرةٍ عبر صفحات هذا الكتاب، واستكشاف عوالم مراكش الساحرة بكلّ تفاصيلها وجمالها.