حذرت المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من أن الأطفال في قطاع غزة المدمر يدفعون الثمن الأكبر لفاتورة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر، في وقت بات شبح المجاعة وشيكا على الفلسطينيين مع استمرار تعثر إيصال المساعدات إليهم.
وقال الناطق باسم منظمة الطفولة والأمومة التابعة للأمم المتحدة «اليونيسف» كاظم أبوخلف إن 100 طفل يقتلون أو يصابون يوميا في غزة.
وحذر من أن الأمور ستصبح أسوأ إذا لم يتم وقف إطلاق النار والسماح بتقديم مساعدات، فيما أفادت منظمة «أنقذوا الطفولة» البريطانية بأن تقديراتها تشير إلى فقدان نحو 21 ألف طفل في غزة، بحسب ما نقلت قناة «الجزيرة» الفضائية.
جاء ذلك غداة تحذير «اليونيسف» على لسان المتحدث باسمها جيمس إلدر من أن التأثير الذي تحدثه الحرب على الصغار يؤكد الاعتقاد أنها «حرب على الأطفال».
من جهته، حذر فيليب لازاريني المفوض العام لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن أكثر من 600 ألف طفل في غزة يعانون من الصدمة ومحرومون من الدراسة، ومستويات الجوع كارثية في أنحاء القطاع.
في هذه الأثناء، تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن تصريحاته بشأن إطلاق عدد من المحتجزين في غزة مقابل استمرار الحرب، وتحدث عن قرب انتهاء العمليات العسكرية في رفح.
وجاء هذا التعديل بعد زوبعة أثارتها تصريحات نتنياهو أثناء مقابلة تلفزيونية، كشف فيها أنه «مستعد لصفقة جزئية نعيد بها بعض المختطفين لكن سنستأنف الحرب بعد الهدنة لاستكمال أهدافها».
وتتعارض تصريحات نتنياهو مع الاقتراح الإسرائيلي بصفقة من 3 مراحل من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين وإلى «الهدوء المستدام» في غزة، وفقا لموقع «أكسيوس».
وردت حركة «حماس» على تصريحات نتنياهو وقالت إنها دليل على أن الإدارة الأميركية لم تكن صادقة عندما قالت إن إسرائيل وافقت على اقتراح صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار.
وقال نتنياهو في أول مقابلة تلفزيونية منذ الحرب أجرتها القناة 14 الإسرائيلية: «المرحلة العنيفة من المعارك على وشك الانتهاء. وهذا لا يعني إنهاء الحرب، لكن الحرب في مرحلتها العنيفة على وشك الانتهاء في رفح».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ «حماس» في غزة ارتفاع حصيلة قتلى الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ أكثر من 8 أشهر إلى 37626 شخصا، فيما بلغ إجمالي عدد المصابين 86098 على الأقل