تقيم جامعة دمشق، الأربعاء، ورشة عمل بعنوان”تقييم الأضرار الناتجة عن زلزال 6 شباط في كل من حلب – اللاذقية – جبلة – دمشق وريفها واقتراح الحلول المناسبة”، وذلك بمشاركة عدد من الجهات الرسمية، بهدف تعزيز الفهم للتحديات والفرص في مجال الهندسة المدنية والبحوث الزلزالية في سوريا، وتقديم توصيات عمليّة لتحسين الاستعداد والاستجابة للزلازل في المستقبل.
وقالت عميد المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية (HIESR) في جامعة دمشق، الأستاذة الدكتورة “هالة حسن”، لتلفزيون الخبر “نقيم هذه الورشة العلمية محاولين تسليط الضوء على ما حدث في 6 شباط 2023 بشكلٍ علمي وعملي لتقديم أهم نتائج العمل الميداني الذي قام به المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية بالتعاون والتنسيق مع جهات جامعية وغير جامعية كل ضمن اختصاصه”.
وتابعت “حسن”، أنه “وذلك دون أن ننسى الهمّة العالية للمشاركين بالأعمال الميدانية ضمن ظروف عمل متنوّعة، لرصد وتدوين كافة المظاهر التي أحدثها الزلزال ومن ثم التحليل والمقارنة مع المعطيات الجيولوجية والزلزالية وأنماط البناء التي تعرّضت لأضرار بدرجات متفاوتة، محاولين استخلاص بعض الدروس والاستقراءات لتطوير وتحسين أداء الدراسات الزلزالية والهندسية الزلزالية”.
وأوضحت العميد “حسن”، أن “ورشة العمل تتضمن مجموعة من الدراسات التي تلقي الضوء على ما حدث من اختصاصات مختلفة، لرسم صورة أقرب ما تكون لوصف ما حدث وما يمكن أن يحدث مستقبلاً، وما يجب القيام به للتخفيف من آثار الكوارث الزلزالية في المستقبل، إذ أن تعزيز الفهم والمعرفة في مجال الزلازل والهندسة الزلزالية يساهم في تحسين الاستعداد لمثل هذه الكوارث كنتائج”.
وذكرت الدكتورة “حسن”، أن “أهمية هذه الورشة تكمن أيضاً بإعطاء الفرصة لطلاب الدراسات العليا في المعهد والمختصين المشاركين من جهات أُخرى للحديث بأنفسهم عن مشاهداتهم واستنتاجاتهم وعرضها على أساتذتهم لتكتمل الصورة بين الأستاذ والطالب في الإعداد والتوجيه في اختصاصات الدراسات العليا بالمعهد العالي لبحوث ودراسات الزلازل”.
وأردفت “حسن”، أنه “إضافةً إلى دفع الطالب لأخذ زمام المبادرة في التفكير والإعداد والتنفيذ لعمله العلمي والعملي، وابتداع الافكار التي تخدم مشروعه البحثي عند حدوث الكوارث الزلزالية، وتحريضه على الاستفادة من تجارب الآخرين في دول أُخرى معرّضة للكوارث الزلزالية لزيادة خبرته النظرية والعلمية وتمييز أوجه التشابه والاختلاف بين ما حدث لدينا وما يحدث لدى الآخرين”.
وأضافت “حسن”، أنه “وإيجاد التفسير عند التطابق والتبرير والتعليل عن الاختلاف وتحديد المسؤوليات إن كان من الواقع الجيولوجي والزلزالي وما يحتاجه من تطوير وتحديث، أو إن كانت من الجانب الهندسي الزلزالي سواء من متطلبات إعادة النظر في منظومة ضوابط البناء المقاوم للزلازل وما تحتاجه من دراسات مخبرية وحقلية لرفع كفاءة المنشأة لمقاومة الحركة الزلزالية”.
ودعت العميد “حسن” من خلال هذه الورشة إلى “ضرورة تقييم وتحديث كودات البناء، والحاجة إلى مراجعة شاملة لكودات البناء الحالية في سوريا وتحديثها بناءً على الدروس المستفادة من الزلزال وأحدث المعارف في مجال الهندسة الزلزالية”.
وأشارت “حسن” إلى أن “كودات البناء المحدثة يجب أن تُركّز على تحسين مقاومة المباني للقوى الزلزالية، مع ضمان التطبيق الصارم للكودات المحدثة والرقابة الفعّالة على عمليات البناء لضمان الامتثال لمعايير السلامة”.
ولفتت “حسن” إلى “أهمية دعم البحوث الزلزالية وتقييم المخاطر في سوريا لفهم النشاط الزلزالي وتقييم المخاطر بشكلٍ أفضل، من خلال تطوير خرائط محدثة للمخاطر الزلزالية في سوريا، مع مراعاة البيانات الزلزالية الحديثة والدروس المستفادة من الزلزال الأخير”.
وأوضحت “حسن”، أنه “يجب إجراء تقييم شامل للمخاطر الزلزالية للمباني القائمة، وخاصةً المباني الحكومية والعامة والمدارس والمستشفيات، واعتماد التقنيات الحديثة في الهندسة الزلزالية ومشاركة الخبرات والتقنيات الحديثة في الهندسة الزلزالية، مثل أنظمة عزل القاعدة والتخميد الزلزالي والمواد المقاومة للزلزال، وتوعية المهندسين والمقاولين والجمهور بأهمية وفوائد التقنيات الحديثة”.
وشددت “حسن” في ختام حديثها على “ضرورة تعزيز التعاون بين الجامعات ومراكز البحوث والقطاع الخاص في مجال البحوث الزلزالية وتطوير التقنيات الهندسية، إضافةً إلى أهمية التنسيق مع المنظمات الدولية المتخصصة في مجال الحد من مخاطر الكوارث، كالأمم المتحدة والبنك الدولي”.
يُذكر أن المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية (HIESR)، في جامعة دمشق، سيعقد مؤتمره الدولي الثالث في هندسة البناء ICCE-2024، خلال تشرين الثاني القادم، بعد نجاح لافت ومشاركة واسعة حققها في النسخة الثانية، والتي أُقيمت عام 2022.