تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح السبت، ما بين؛ القرار التركي بإرسال قوات إلى ليبيا والذي يعد احتلالا وغزوا فاضحا، وتحذير الإمارات من مغبة المخطط التركي في ليبيا، إضافةً إلى النشاط المكثف للعطاء الإنساني الإماراتي في اليمن.
تدخلات هوجاء
فتحت عنوان “تدخلات هوجاء” أكدت صحيفة “الاتحاد” أن التهديد التركي للأمن القومي العربي، مرفوض بالمطلق، تحت أي مبرر أياً كان.
وقالت الصحيفة: “من غزو الأراضي السورية في 20 أكتوبر الماضي، إلى تفويض الجيش في إرسال قوات إلى ليبيا في الثاني من يناير، يستبيح النظام التركي، سيادة الأراضي العربية وفق منطق مصالحه الخاصة فقط، مؤكدة أن الخطوة التركية بلا أي مسوغ قانوني، مهما حاول النظام إيجاد ذرائع لا تغير شيئاً من الواقع على الأرض”.
وشددت على أن القرار التركي هو احتلال وغزو فاضح لدولة ذات سيادة، لكنها حالياً أسيرة حكومة عاجزة مدعومة من الميليشيات الإرهابية في طرابلس، وغداً تصبح مرتهنة لمن استنجدت به لإغاثتها.
وقالت: “لا اعتراف بالاتفاق الخبيث بين تركيا وحكومة الوفاق بزعامة فايز السراج، الموقف واضح بهذا الشأن من الجامعة العربية والأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لأن الاتفاق مخالف للمادة الثامنة من وثيقة الصخيرات التي تشترط توافق المجلس الرئاسي مجتمعاً، ومصادقة مجلس النواب”.
وأشارت إلى أن الإمارات في إدانتها للقرار التركي المخالف للقرارات الدولية، كانت واضحة في التحذير من تداعيات أي تدخل عسكري لما يمثله من تهديد للأمن العربي واستقرار منطقة البحر الأبيض المتوسط ودعم التنظيمات المتطرفة والإرهابية في ليبيا، مؤكدة الحاجة لدعم استعادة منطق الدولة الوطنية ومؤسساتها مقابل منطق الميليشيات الذي تدعمه تركيا، وداعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته بالتصدي لهذا التطور، المنذر بالتصعيد الإقليمي، وآثاره الوخيمة على التسوية الشاملة.
وقالت “الاتحاد” في ختام افتتاحيتها: “لا حل في ليبيا، وهناك دائماً من ينفخ في النار إرضاء لنزوات مكشوفة في باطنها وظاهرها “الإخواني” الذي لم يحل يوماً في مكان إلا وكان الخراب .. وتبقى التسوية السياسية من المنظور العربي الحل الوحيد في ليبيا، بدلاً من تدخلات عسكرية تركية هوجاء، لا تدفع سوى إلى إطالة أمد الصراع في المنطقة”.
غزو تركي مرفوض
بدورها قالت صحيفة “الخليج”، تحت عنوان “غزو تركي مرفوض”، أنه مع موافقة البرلمان التركي على تفويض الرئيس رجب طيب أردوغان بإرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة فايز السراج في طرابلس، يكون الرئيس التركي قد فوّض نفسه بغزو ليبيا، في تحدٍ واضح للعرب والعالم، من دون تفويض رسمي من أية منظمة دولية أو عربية؛ أي أنه بذلك ينتهك القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، كما أنه يضع بلاده في مواجهة مع العالم العربي.
وأشارت الصحيفة إلى أن دولة الإمارات التي أعلنت رفضها المطلق للقرار التركي، واعتبرته انتهاكاً لمقررات الشرعية الدولية خصوصاً قرار مجلس الأمن 1970، حذرت من تداعيات التدخل التركي والمسوِّغات الواهية التي تبرر بها أنقرة هذا التدخل.
وقالت إن تركيا من خلال موافقة برلمانها على إرسال قوات إلى ليبيا، إنما تلعب دوراً خطراً في تهديد الأمن القومي العربي واستقرار منطقة البحر الأبيض المتوسط، مؤكدة أن إصرار أردوغان على توريط تركيا في الأزمة الليبية، سيؤجج بالتأكيد نيران الصراع، ويفتح الباب أمام تدخل دول أخرى، ويُحوّل ليبيا والمنطقة إلى ساحة صراع إقليمية ودولية.
وأضافت أن أطماع أردوغان في تحويل ليبيا إلى منصة للوجود التركي في شمال إفريقيا كي يتمكن من تحويل أحلام التوسع العثماني إلى واقع، واستعادة أمجاد سلطنة سادت ثم بادت ستواجه بمقاومة ضارية من الشعب الليبي الذي لن يقبل بعودة “الجيش العثماني” مرة أخرى إلى أرضه، ولعل الرئيس التركي لم يقرأ التاريخ جيداً، كيف قاوم الشعب الليبي الاستعمارين العثماني والإيطالي.
وقالت الصحيفة: “لقد أعد أردوغان العدة لتوسيع مساحة الإرهاب بما يتجاوز ما فعله في سوريا والعراق، وصولاً إلى ليبيا وشمال إفريقيا، من خلال نقل الجماعات الإرهابية والمرتزقة من سوريا إلى ليبيا، وهو أمر يستدعي مواجهته بقوة؛ لأنه يستهدف تدمير الدولة وضرب وحدتها، مشيرة إلى تأكيد دولة الإمارات أن هذا العمل تجب مواجهته من خلال “دعم استعادة منطق الدولة الوطنية ومؤسساتها، مقابل منطق الميليشيات والجماعات المسلحة الذي تدعمه تركيا”، ونوهت إلى أن فايز السراج الذي وقّع مؤخراً على مذكرتي تفاهم مع أنقرة، خالف الاتفاق السياسي الليبي الموقّع في الصخيرات عام 2015، وبالأخص المادة الثامنة التي لم تخوله صلاحيات توقيع الاتفاقيات بشكل منفرد، وإنما من خلال المجلس الرئاسي وموافقة البرلمان”.
وأكدت أن أردوغان سيدرك لاحقاً، أنه يقوم بمغامرة غير محسوبة، وهو يقدم الدعم لشخص أصيب بحمى في دماغه، وفقد السيطرة على أفعاله، وبات مرفوضاً من شعبه.
وقالت “الخليج” في ختام افتتاحيتها: “إن التدخل التركي الوقح في الشأن الليبي، وإرسال قوات عسكرية تركية على بُعد آلاف الكيلومترات للقيام بدور تخريبي مدمر، سيضع تركيا في مواجهة مع الرأي العام التركي أولاً، ثم مع المجتمع الدولي الذي عليه أن يضطلع بمسؤولياته في التصدي لهذا الغزو التركي، وقد بدأت ردود الفعل الداخلية الرافضة لإرسال قوات إلى ليبيا تتزايد؛ لأن أردوغان يزج ببلاده في معركة أرادها لتحقيق أطماعه التوسعية، وهي بالتأكيد ليست معركة الشعب التركي”.
لا تشريع للاحتلال
من جهتها وتحت عنوان “لا تشريع للاحتلال”، قالت صحيفة “الوطن”: “في الأنظمة الديكتاتورية على غرار القائم في تركيا، فإن كل الأجهزة والمنظمات والجمعيات وغيرها تنحصر وظيفتها الوحيدة بتبرير كل ما يقوم به الديكتاتور، وتبدو الشعارات الواهية مثل التعددية والديمقراطية وغيرها مجرد “ديكورات” لا وجود عملي لها في حيز الواقع ولا مكان لها في الممارسة السياسية التي تكون رهن إرادة الشخص الواحد.. ويقتصر عملها على تبرير ما يقوم به وسن ما يلزم من القوانين التي تخدم توجه الرئيس التركي حتى لو كان ذلك يشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي أو لتبرير الاحتلال الذي يعمل عليه أردوغان انطلاقاً من أطماع تاريخية وأوهام لم يعد لها وجود إلا في كتب التاريخ الأسود لإمبراطورية ولى زمنها”.
وأكدت الصحيفة أن الإمارات سارعت للتحذير من مغبة المخطط التركي في ليبيا، وموقفها يتطابق تماماً مع الإرادة الدولية التي حذرت من مآرب ونيات سياسة أنقرة وجنون العدوان الذي يقوم به النظام التركي وما يمكن أن يسببه من زيادة التوتر وتهديد الاستقرار “الهش” أصلاً في المنطقة، ومن هنا كانت إدانة الإمارات للقرار التركي بإرسال قوات إلى ليبيا لأنها تدرك تماماً أن القرار لا يكتفي بانتهاك القرارات الصادرة عن مجلس الأمن فقط، بل تهديد تام للأمن القومي العربي برمته ومنطقة البحر المتوسط.
وأوضحت أن الاتفاق الذي تتذرع فيه أنقرة، قد تم مع طرف لا يملك بموجب قوانين ليبيا ولا التفاهمات المعلنة أن يبرم مثل هذا النوع كونه يستوجب كذلك موافقة المجلس الرئاسي وتصديق البرلمان الليبي وهو لا يستوفي أياً من هذه الشروط، ويأتي في الوقت الذي يتواصل فيه إرسال الجماعات الإرهابية والقتلة والمأجورين إلى ليبيا لدعم مليشيات ما يسمى “حكومة الوفاق” التي تترنح في طرابلس، وخطورة ما تقوم به تركيا يتمثل بتحويل ليبيا إلى بؤرة للإرهاب والتطرف وقاعدة لتهديد جوارها والقارة الإفريقية، خاصة أن رهانات أردوغان على التطرف والإرهاب باتت مفضوحة للعالم أجمع منذ السنة الأولى للأحداث السورية عندما حول بلاده إلى جسر لإيصال القتلة من جميع دول العالم إلى سوريا.. واليوم تتم إعادة تصديرهم باتجاه ليبيا رغم الموقف الدولي الرافض لهذا العدوان ولنيات احتلال بلد يتم العمل على إنجاز حلول سياسية تجنب شعبه كل ما يعانيه.
وأكدت أن أردوغان لا يمكن أن ينجح فيما يحاول جعله أمراً واقعاً، وأزماته الداخلية الخانقة لا تبرر له مواصلة محاولة الهروب منها إلى الأمام عبر احتلال مناطق ودول ثانية باستخدام المليشيات أو إرسال قواته بموجب اتفاقية لا تعادل قانونياً الحبر الذي كتبت فيه.
وأكدت أن السياسة “الإخوانية” المريضة التي تعشش في عقل صناع القرار بحزب “العدالة والتنمية” لن توقف عقارب الزمن ولن تعيده إلى الوراء، لكنها تعطي فكرة عن جموح الطغيان وخطورة الرهان على الإرهاب والتطرف لتحقيق الأطماع التي يحاول البعض العمل على تحقيقها مستغلاً طمع البعض بمناصب آنية أو بتجنيد القتلة العابرين للحدود ليكونوا الذراع المتقدمة في أجندات العدوان التي يعارضها العالم أجمع.
واختتمت “الوطن” افتتاحيتها بالقول: “الحل في ليبيا قبل كل شيء بتطهير عاصمتها المحتلة من المليشيات، والدفع باتجاه إنقاذها من الدخلاء وحملة الحقد التاريخي وأتباعهم، أما القفز فوق حقائق التاريخ والجغرافيا فهو دليل انفصال حملة الأجندات عن الواقعية التي لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتهاون مع العبث بها في شؤون دول ثانية ودفع المنطقة باتجاه ويلات جديدة لخدمة مآربه سيفشل وسيجني ثمار كل مؤامراته”.
الإمارات منارة العمل الإنساني
وتحت عنوان “الإمارات منارة العمل الإنساني” قالت صحيفة “البيان”: “عام جديد يتجدد فيه النشاط المكثف للعطاء الإنساني الإماراتي في اليمن وتتجدد فيه الالتزامات بمد يد العون لكل أبناء الشعب اليمني من دون استثناء، حيث تتوزع المساعدات بشتى أنواعها على مختلف المناطق التي يمكن الوصول إليها، حيث تمسح الدمعة بيد حانيةٍ لتنشر البسمة أملاً في غد أفضل”.
وأضافت: “بخطوات استباقية واصلت الإمارات دعمها مبادرات ومشاريع إنسانية عديدة انطلاقاً من عقيدتها وقناعتها بأهمية العمل الإنساني، حيث نجدها تهب لمساعدة اليمنيين، وتسارع إلى نجدتهم، ليدل ذلك بكل وضوح على ما تتميز به الدولة من معاني الإنسانية والأخلاق والمسارعة في البذل والعطاء، انطلاقاً من حرصها على مد يد العون والمساعدة للشعوب المحتاجة، سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي رسّخ أسس العمل التطوعي ومساعدة الشعوب المحتاجة في شتى بقاع العالم، وسارت على النهج ذاته القيادة الرشيدة، حيث كرست الروح الإنسانية التي تقدّر وتعي وتدرك قيمة الإنسان”.
وقالت صحيفة “البيان” في ختام افتتاحياتها: “التاريخ المعاصر يسجل في سجلاته الرسمية والشعبية وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب شعوب العالم أجمع في كثير من المحن، فيما نال الشعب اليمني القسط الأكبر .. حيث لا تزال المدارس والمستشفيات والبنية التحتية التي بنتها الإمارات في اليمن الشقيق شاهدة على عطاء الدولة الإنساني، فلا تكاد تفتش في محافظة إلا ووجدت مشاريعها التنموية تضيء حياة الإنسان.