قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن الحزب يقوم اليوم بدور مشرف وهو وراء تحريك الحياة السياسية تقريبا مع أحزاب المعارضة وجزء من الأغلبية، في إشارة لتقييم الحصيلة الحكومية قبل تقديمها من طرف رئيس الحكومة أمام البرلمان، والذي أظهر إشكاليات ما تزال دون جواب.
وشدد ابن كيران، اليوم السبت، في الاجتماع العادي للأمانة العامة للحزب، أن السياسة ليست فقط الانتخابات، بل هي القيم، وهو ما يجعل المغاربة يتذكرون فقط عددا قليلا ممن وقفوا إلى جانب القيم والأخلاق، من بين السياسيين الذين مروا في تاريخ البلاد.
وقال ابن كيران: كلما وقعت رجة أو هزة بشكل أو بآخر تكون فرصة لنراجع أنفسنا ونرى صوابية ما نحن عليه، و يذكر بعضنا بعضا ونواصل المسار إن كنا مقتنعين أننا مازلنا على صواب في العموم، علما أن الصواب المطلق هو من الأمور التي لا نستطيع أن نجزم بها، والتي تخص أساسا الأنبياء والرسل .
واعتبر الأمين العام للعدالة والتنمية أن الحزب لا يستطيع أن يفر من معنى أساسي كونه حزبا سياسيا تأسس بسبب مرجعية دينية وانتماء أعضائه للحركة الإسلامية، وهي مرجعية عظمى، مضيفا: لوجدنا السعادة في غيرها لتركناها فهي أعظم هدية من الله لنا وسعادتنا بها يجب ألا تنسينا أنها تشريف وتكليف يومي، فالانتساب للمرجعية هو بذل مجهود مستمر ليس بالسهل. نحن في النهاية أمام عقبات يجب أن نقتحمها يوميا، ونرجو من الله أن يتقبل منا بالإيمان والعمل الصالح والمجاهدة في الاستقامة. فمدى استقامتنا فيما نحن بصدده هو إكسير النجاح الأول، وهو ما كان سبب نجاحنا الأول .
وقال ابن كيران متوجها لأعضاء حزبه: تجاوزتم مرحلة تنبأ الناس فيها بزوال حزبكم واضمحلاله وها أنتم اليوم تلاحظون أنه تجاوز ما يقارب 3 سنوات وهو يستعد لمؤتمره ويعقد لجانه بحضور مكثف وازن يصل أحيانا إلى مائة بالمائة. وهي أمور لا تروق الجميع، علما أننا كنحاولوا نساعفوا ما أمكن، لكن الأطراف الأخرى المعادية لنا لا تكون مسرورة. فالتشويش الذي يقع عليكم رد بشكل أو بآخر على هذا الأمر، من كانوا يراهنون على موتنا يلاحظون أننا ما نزال نتحرك، وهناك إشارات وأخبار تبين أن القوم ما يزالون يستهدفون الحزب عموما وخاصة أمينه العام .
وأكد القيادي الحزبي على ضرورة أن يحافظ العدالة والتنمية على مرجعيته ومبادئه وإن مرت عليه مرحلة صعبة فسيجعل الله بعد عسرا يسر، مبينا: نحن مررنا من لحظة عسيرة لكن أملنا في الله والتشبث بالمرجعية والمبادئ هي التي أعطت نتائجها .
وجدد ابن كيران انتقاده لعمل الحكومة الحالية بقيادة عزيز أخنوش، لافتا إلى أنها غير موفقة وهو أقل ما يمكن قوله عنها.
على صعيد آخر، حيا ابن كيران الصمود الأسطوري والغرائبي لدى سكان غزة، الذين لم يرضوا بغير المرجعية الإسلامية، مسجلا أن الأمور تسير في اتجاه انفراج معين.
وخلص قائلا: إسرائيل هي دولة حقيرة ووحشية لا يصلح معها أي تواصل أو تعاون، والنظام العربي الرسمي لم يكن في المستوى المطلوب لكن الوقت مازال لتصحيح موقفهم وتوحيد الجهود للتصرف بطريقة أصح، علما أن الرهان على إسرائيل أصبح خاسرا فحتى أميركا بدأت تتراجع عنه .