رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

حرب النفوذ تشتعل بين أمريكا وروسيا.. الشرق الأوسط: القوى الدولية تعمل على رسم خريطة لليبيا تخدم مصالحها

شارك

تكثّف واشنطن وموسكو من وجودهما وتحركاتهما على الساحة الليبية، بداعي حلحلة الأزمة السياسية المعقّدة، بما يضمن التوفيق بين الفرقاء، لكن هذه المساعي تصطدم بمخاوف ليبيين، يرونها مجرد «حرب باردة على توسيع النفوذ».

وذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن الساحة الليبية، اتسعت منذ رحيل النظام السابق، لكثير من الأطراف والأقطاب الدولية المتنافرة والمتعارضة سياسيا، وبات جميعها، بما فيها أمريكا وروسيا، يعمل على رسم خريطة ليبيا، على نحو يخدم مصالحها الاستراتيجية.

وتظهر ملامح تزايد هذا التنافر الأمريكي الروسي، إذ يحرص مندوب كل منهما على التحدث في ملفات تزعج الطرف الآخر، وهو الأمر الذي يعيد طرح السؤال حول ما هي مقاصدهما في ليبيا؟.

وأمام تزايد مخاوف الليبيين مما يسمونه مناكفات أمريكية روسية، يفسر الأكاديمي والباحث السياسي التركي، مهند حافظ أوغلو، هذا الأمر بأن من يكسب ليبيا فقد كسب عمليا قرابة 10 دول أفريقية للعمل فيها، والوصول إلى المآرب السياسية الاستراتيجية بعيدة المدى لـ50 عاماً مقبلة.

وقال أوغلو في تصريحات نقلتها “الشرق الأوسط” إن روسيا وبعض اللاعبين الآخرين يستغلّون من وراء ستار الانقسام الحاصل بين شرق ليبيا وغربها.

ولم يستبعد أوغلو أن تكون رغبة هذه الأطراف الدولية هي السيطرة على موارد البترول بشكل أساسي ومباشر، إضافة إلى أن هناك غرضا آخر، يتمثل في ليّ ذراع وكسر عظم الطرف الآخر، عندما يمدد نفوذه إلى مزيد من الدول في أفريقيا.

وتكثف الولايات المتحدة، من خلال مبعوثها الخاص ريتشارد نورلاند، جهودها الدبلوماسية من طرابلس العاصمة (غرباً) إلى بنغازي (شرقاً)، داعية إلى خريطة طريق «ذات مصداقية» توحّد الفرقاء السياسيين.

كما أجرى نائب وزير الدفاع الروسي، يونس يفكيروف، أكثر من زيارة إلى خليفة حفتر، فسّرها متابعون بأنها لدعم تمدد بلاده في أفريقيا من بوابة ليبيا.

حالة روسيا وأمريكا في ليبيا شبهها مركز «أبعاد» للدراسات الاستراتيجية بالحرب الباردة خلال السنوات الماضية، وقال إنها ازدادت بشكل تدريجي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، غير أن سياسيين ليبيين يرون أن حرب النفوذ بين القطبين تتزايد، ما قد يدخل البلاد في دوامة في مقبل الأيام طبقا لأجندة كل منهما.

ويرى المركز أنه في مقابل التحرك الأمريكي بين غرب ليبيا وشرقها، الذي يستهدف إنهاء الانقسام السياسي، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تفرز سلطة جديدة، ردّت روسيا بترقية علاقتها مع شرق ليبيا إلى المستوى الرسمي، بعد أن كانت تعتمد على عناصر «فاغنر»، كما مدّت جسور التواصل مع سلطات طرابلس لتفويت الفرصة على المحاولات الأمريكية الرامية إلى تطويق نفوذها.

ظهرت المقالة حرب النفوذ تشتعل بين أمريكا وروسيا.. الشرق الأوسط: القوى الدولية تعمل على رسم خريطة لليبيا تخدم مصالحها أولاً على ج بلس.

مقالات ذات صلة