تحرك بيد أصابها الوهن بقطعة من “الكرتونة” تستعملها للبحث عن نسمات هواء باردة على سريرها وهي محاصرة بالظلام الدامس من كل جهة لعلها تستطيع مجابهة هذا الحر وانقطاع التيار الكهربائي الذي عانت منه بنغازي مدة أسبوعين.
وشاركت المواطنة زينب الهوني، (80 عاما) صحيفة الأنباء الليبية معاناتها، أثناء معايشتها لساعات طرح الأحمال المستحيلة التي استمرت لأكثر من 24 في بعض المناطق إثر أزمة انقطاع الكهرباء، التي بدأت في 29 يونيو، بسبب أعمال حفر لإنشاء أحد جسور، أدى إلى إصابة أحد الكوابل الكهربائية المغذية لما يقارب ثلثي بنغازي.
واصلت المواطنة “زينب” حديثها جد بأنها امرأة مسنة لا تستطيع تحمل كل هذه المعاناة نتيجة انقطاع الكهرباء وخوفها على أدويتها الخاصة بمرض السكرى من أن تفقد فعاليتها فالأدوية تحتاج لوسائل تبريد معينة للحفاظ عليها.
وقالت ” أنني أقوم بشراء هذه الأبر التي تحافظ على حياتي بثمن باهظ فالدولة أحيانا تقوم بتوفيرها بشكل مجاني وأحيانا كثيرا أقوم بشارها، إضافة إلى حزمة من الأدوية المكلفة الأخرى التي لابد أن أتناولها منها الخاصة بارتفاع الضغط وأدوية القلب، كل هذه التكاليف وتأتينا أزمة انقطاع التيار الكهربائي لتثقل عليها مر هذه الأيام.
وقالت رافعة عينيها للسماء ” أنا امرأة مسنة يصعب خروجي من المنزل للبحث عن مكان اخر متوفر به الكهرباء، أتمنى من المسؤولين أن ينظروا إلينا بعين الرحمة وأن يعجلوا حل هذه الازمة، مشدداً على ضرورة محاسبة تسبب في هذا العطل بقولها” ليش ما يشدوه ويحبسوه بيش يعرف مرة أخرى وين يحفر معقولة يخلينا في ظلام”.
ومن جهته يقول المواطن صالح الفرجاني ( 65عاما ) متقاعد من بنغازي إن طرح الاحمال يصل في منطقته بمركز المدينة ارتفاع الحرارة الى 22 و23 ساعة يوميا وارتفاع في نسبة الرطوبة الة نسبة 85، مايفاقم الوضع الصحي على أصحاب الأمراض المزمنة.
وقال إن عددا كبير من مرضى السكري يعتمدون في خطة علاجهم على ما يعرف ب إبر القلم الخاصة بجرعات الأنسولين التي يحتاجها المريض كلا بحسب وضعه الصحي وهذه الإبر تتطلب عملية حفظها درجة حرارة معينه داخل الثلاجة وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة سبب في تلفها.
واسترسل قائلا نحن نقوم بدفع فواتير الكهرباء منذ سنوات طويله تخصم اقساطها شهرياً عن طريق حساب المصرف غير أن الكهرباء مستمرة في طرح الأحمال حتى قبل اندلاع الأزمة فضلاً عن عدم وجود العدالة في ساعات طرح الاحمال.
وفي السياق ذاته قال المدير العام لمركز السكرى في بنغازي عوض قويري، إن تأثير انقطاع الكهرباء على مرضى السكري بوجه خاص يصل إلى درجة الخطورة حيث يتطلب حفظها درجة حرارة معينة داخل الثلاجة ، بالإضافة إلى عدم قدرة تحمل المرضى درجات الحرارة المرتفعة، لساعات طرح الاحمال الطويلة التي تصل إلى 22 ساعة يومياً في المناطق المتضررة من عطل الكهرباء بينما لم تقدم أية حلول فورية ولم يوضع جدول زمني مؤكد لانتهاء الأزمة.
وتابع القويري” أن تداعيات انقطاع الكهرباء المتكررة لها تأثيرات كبيرة جداً على الأدوية الخاصة بالمرضى أو الأدوية الموجودة في المخازن الطبية خاصة أن احتياط المولدات الموجودة في المستشفيات غير قادرة على تغطية العبء الكبير عليها واحيانا كثيرة نضطر إلى إيقاف المولدات كل مرفق صحي يحتاج إلى أكثر من مولد لتغطية ساعات طرح الاحمال الطويلة كل مولد يعمل لمدة أثنى عشر ساعة فقط.
مشيرا إلي أن انقطاع التيار الكهربائي على المستشفيات يسبب في تلف الأدوية التي يحتاج حفظها إلى مكان بارد داخل المخازن مهددة بالكامل هذا على مستوى القطاع الصحي على مستوى الأفراد المرضى الذين يحتفظون بإبر الانسولين في براد المنازل يتلف بالكامل ويصبح غير صالح للاستهلاك ومهدد بالخطر ملاحظا أن الوضع مثيرا للقلق.
ـ واجمع العديد من المواطنين منذ اندلاع الأزمة على مرورهم باضطرابات نفسية عدة، تمثلت في أرق في النوم وصعوبة في ممارسة مهام الحياة اليومية.
واستعرضت الاستشارية النفسية هبة الجازوى ـ في حديثها صحيفة الأنباء الليبية، بعضا من الاثار النفسية التي تصيب الفرد جراء تكرار انقطاع التيار الكهربائي، بداية من شعوره بعدم الأمان خاصة على كبار السن يشعرون بالعزلة إذا انقطع الاتصال الهاتفي وأولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والأمراض المزمنة. هذه الآثار قد تشمل القلق والذعر خاصة على كبار السن الذين قد يشعرون بقلق شديد بسبب عدم القدرة على استخدام الأدوات الطبية أو الأجهزة المنزلية الضرورية.
وتابعت أن هناك تأثيرات على مرضى الذين ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤثر سلبًا على حالتهم الصحية العامة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بشكل أكبر، الإحباط والغضب مما يزيد من خطر حدوث مضاعفات صحية بالإضافة للشعور بالعزلة الوحدة.
وعرجت الجازوى على اثار انقطاع الكهرباء الذي جاء متزامنا مع خضوع طلبة الشهادة الثانوية لاجراء الامتحانات النهائية فقالت أنهم يشعرون بالقلق والتوتر الأكاديمي بسبب عدم قدرتهم على إكمال الواجبات أو الدراسة للاختبارات، خاصة إذا كانوا يعتمدون على الأجهزة الإلكترونية، والتأثير على الأداء: قد يتسبب القلق في تأثير سلبي على الأداء الأكاديمي، مما يزيد من التوتر والإجهاد.
وأشارت الاستشارية النفسية الجازوي الي ضرورة تقديم الدعم المعنوى والمساعدة بشكل منتظم، لكبار السن والصغار وطلبة الثانوى بشكل خاص حتى انتهاء الازمة.
ويتطلع سكان المناطق المتضررة التي غرقت في الظلام لأكثر من عشر بأمل كبير لي الإعلان الصادر، عن الشركة العامة للكهرباء اليوم الثلاثاء عن عودة التيار الكهربائي بشكل تدريجي إلى كافة أحياء المدينة بعد الانتهاء من تركيبة الوصلات بنجاح.
يذكر أن الحكومة الليبية طالبت في بيان رسمي متصل في هذه الأزمة الجميع الالتزام لضوابط القانونية عند مباشرة أي أعمال حفر وصيانة بطرق العامة لتفادي تكرار مثل هذه الأزمة وهي ليست الأولى.







