حذر المحلل السياسي الليبي ناصر بوديب، من التداعيات الخطيرة المحتملة لإقرار مجلس النواب الليبي لأكبر ميزانية في تاريخ البلاد، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تعزز الانقسام السياسي وتؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني.
بوديب أعرب في تصريحات نقلها موقع “صفر”، عن استغرابه من موقف محافظ المصرف المركزي الليبي، الصديق الكبير، قائلاً: “يبدو أن المحافظ يلعب لعبة سياسية. فكيف نفسر شكواه قبل شهرين من العجز في الميزانية، ثم تأييده الآن لضخ 88 مليار دينار إضافية إلى الميزانية؟”
وشدد على أن قانون الميزانية الذي تم إقراره يعتبر باطلاً من الناحية القانونية، موضحًا أن النصاب القانوني يتطلب تصويت 120 نائبًا على الأقل، وهو ما لم يتحقق.
وأضاف أن الإجراءات الصحيحة كانت تقتضي أن تقدم حكومة الوحدة الوطنية مشروع قانون الميزانية إلى مجلس الدولة لدراسته أولاً، قبل إحالته إلى مجلس النواب للتصويت عليه.
وحذر المحلل السياسي من التبعات الاقتصادية لتنفيذ هذه الميزانية الضخمة، قائلاً: “في حال تنفيذ هذه الموازنة، سيزداد التضخم وستتفاقم معاناة المواطن اقتصاديًا”.
وتساءل عن مصدر هذه الأموال الضخمة، مشيرًا إلى احتمال لجوء المصرف المركزي إلى زيادة الضرائب مجددًا.
وأشار بوديب إلى أن موقف مجلس الدولة الرافض لهذه الميزانية يعتبر سليمًا من الناحية القانونية، استنادًا إلى اتفاق الصخيرات الذي ينص على أن مجلس الدولة شريك في إقرار الميزانية.
كما اعتبر أن تعليق رئيس مجلس الدولة محمد تكالة مشاركته في اجتماع القاهرة الثلاثي هو قرار سليم في ظل هذه الظروف.
وحذر بوديب من أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تعميق الانقسام في البلاد، قائلاً: “ستزيد هذه الخطوة الانقسام وترسخ الانفصال، الذي كان سياسيًا وأمنيًا، ليصبح ماليًا أيضًا”.
وفي ختام تصريحاته، أكد بوديب على ضرورة حل هذه الخلافات في أقرب وقت ممكن، مضيفًا: “الأزمة باتت تتفاقم، ولا بد من إيجاد حل سريع لهذه الخلافات. لقد عانت ليبيا ما يكفي جراء هذه المناكفات السياسية!”
ظهرت المقالة تعميق للانقسام وتهديد للاقتصاد.. بوديب يُحذر من التداعيات الخطيرة لإقرار أكبر ميزانية في تاريخ ليبيا أولاً على ج بلس.